رثاء النفس بين عبد يغوث ومالك بن الريب
(0)    
المرتبة: 30,945
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: الشركة المتحدة للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تناولت هذه الدراسة قصيدتين من القصائد المشهورة في الشعر العربي. وبالرغم من تباعد عصر الشاعرين فإنهما ما زالتا خالدتين في أدبنا، نابضتين في أعماقنا بصدق الإحساس وأصالة التجربة.
ولا شك في أن مثل هذه الدراسة النقدية للقصيدتين تسهم في الكشف عن التجارب الشعرية الناضجة التي قد يطويها النسيان، وتعفو عليها ...رياح القدم، وبخاصة إذا كان أصحابها من ذوي الشهرة المحددة كعبد يغوث الحارثي ومالك بن الريب التميمي. وتسهم أيضاً في إثراء النقد، وإضافة معايير سديدة له، تعد إحدى ظواهر تطوره، وبعث الحياة فيه.
وقد بدئ البحث بدراسة نصية للقصيدتين إنطلقت من أقدمها زمناً، وهي قصيدة عبد يغوث، وتبعتها قصيدة مالك بن الريب بنفس الأسلوب. وغاية الدراسة النصية هذه أن تجلو الظواهر الموضوعية والفنية التي تحددت التجربتان بهما. وهي ظواهر تكاد تكون ثابتة في شعر الرثاء بعامة، ورثاء النفس بخاصة، كظاهرة الوفاء الأسري التي ربطت الشاعر بقبيلته، وكإمتداح مناقب النفس مثل التأسي عند الألم والصبر على الشدائد.
وقد وقعت هذه الدراسة في الفصلين الأولين الأول والثاني من الباب الأول. الموازنة بين القصيدتين محور آخر في هذه الدراسة، إستطاعت أن تكتشف من خلاله تأثر مالك بن الريب بتجربة عبد يغوث. وأنه تمثلها بوعي حين حضرته الوفاة، ثم تجاوزها بتجربة أكثر خصباً وإمتلاءً ووعياً.
وقد أثبتت الدراسة هذا التأثر بنوعين من الأدلة الإستنباطية، والأدلة النصية. وإنتهت الموازنة إلى أن التجربتين تنتميان إلى مدرسة أدبية واحدة، تواصلت بعدهما على يد شاعر آخر هو جعفر بن علبة الحارثي، مما يؤذن بوجود مدرسة أدبية واحدة لها خصائصها الموضوعية والفنية، وتستحق البحث والدراسة. ونشير إلى أن هذه الموازنة قد وقعت في الفصل الأول من الباب الثاني.
أما الفصل الثاني من هذا الباب فخصص للوحدة الموضوعية والوحدة العضوية، إذ أثبتت الدراسة في هذا الفصل توافر هذه الوحدة للقصيدتين وذلك من خلال دراسة تطبيقية إقتصرت على مرثية مالك بن الريب بإعتبارها أطول القصيدتين، دفعاً لما يتوهم من توافر هذه الوحدة في القصائد القصيرة فقط. وإنتهت هذه الدراسة إلى أحكام خاصة بالوحدة الموضوعية والعضوية في الشعر القديم، نراها خليقة بإعادة النظر بشأن هذا الشعر، ودافعاً إلى المزيد من القراءات الجديدة التي تكشف عن جوانب الإبداع فيه. إقرأ المزيد