تاريخ النشر: 01/05/2005
الناشر: دار البنان
نبذة نيل وفرات:"ألبست قبرك، كي تزيد تأنقاً أم أنك اعتدت الردى فتأرقاً؟! وحملت نعشك غيمة، وجعلتها كوفية فوق الحقول، لتعبقا... وأنا انتظرت إلى الثمالة، صيفها وخريفها -تلك الغيوم-لتصعقا، فنفخت روحك كالأوار، وبغتة، أمسيت تنوراً يفور ليغرقا!، في كل وقب من عيونك، فرخت أجيال صفصاف، وخورك صفقا. تلك الأماليد التي رضعت دمي، ...أيان يوم البعث، كي تتفتقا؟! خمسون صيفاً أو يزيد، ولم أزل أسقي بساتين النخيل تحرقاً، لكنها، تلك الحدود تشدني، وتحاصر الأفنان كيلا تورقا... يا أيها الممتد من عصبي، كما تمتد أعمدة الصباح، ليشهقا، اجعل عظامك والنخيل مراكباً واعتبر بها جسدي، لكي يتمزقا... فلربما تلك الحدود تهدمت! ويصير جرحي للعروبة خندقاً، فالجرح أحياناً يزيد تمزقاً، أو قد يصير، -إذا تجدد-ملتقى... اغرز بجرحي للعروبة خندقاً، فالجرح أحياناً، يزيد تمزقاً، أو قد يصير -إذا تجدد- ملتقى... اغرز بجرحي خنجراً متوهجاً، فلقد لحمت بضفتيه المشرقا، وتحرك الدم في شوارعه التي يبست وحرك كل عرق أرهقا، وتألب المقلاع، يسألك الوغى، فحشوته مدناً، وخبزاً عتقاً... جانين أو يافا وغزة... كلها أسماؤك الحسنى، لمجد علقا... ألق العصا بين القرى، فلربما، غرقت فراعنة، وبحرك أطبقا، أو ربما، عاد البراق مجنحاً، أو طائر الفينيق يوماً حلقا، شرع عيونك للرياح، فإنما كل الجهات جنازة، لن تفرقا... شرع عيونك، فالممر فضاؤها، والعابرون دم يفيض تدفقاً... لا بد -يوماً- أن تعود، وربما متدثراً برصاصة، كي تخفقا...". إقرأ المزيد