تاريخ النشر: 01/10/2006
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"كي تبقى المدن جميلة... نشوة، يجب أن نسكنها قلوبنا". قال، وترك راحته تغفو على قلبه. منذ همس لها أحسّت أنها تحتل جميع المدن. تركت اليهود لأيامهم، وذهبت تزين مدنها بساعاتها. كم احتاجت من الوقت كي تفهم أن المدن هي حفر القلب في موج الذاكرة. ليدها موج البحر المتوسط بطوله ...وعرضه، أفلا نتعلم درساً واحداً في استنساخ انتحاراته؟ كلّ تموج يخلف انتحاراً، وكل انتحار هو مشروع حفر. يومها قال: لو أدرك البحر هذه الفلسفة السوداء لأرسل موجه إلى كل مكان. ذعرت: ولماذا؟ قال: كيف يحفر الناس حكايا، ويظلّ هو كل الحكاية. لم تفهم، هل تقول ألغازاً؟ سألت. قال: لا، ولكني أقول حقيقة ما يفكر به البحر حين يصير موجاً لذاكرة. وتأمل خصلات شعرها وهي ترتمي على جبهتها، كأنها تعلن عصياناً. ليست البحار هكذا. اعترضت، ودفعت خصلات شعرها العنيدة إلى الخلف. أيوجد بحار وبحار؟ تساءل مستغرباً. ضحكت ساخرة: ألا تعرف أن البحار لا يشبه بعضها بعضاً؟ علّق مندهشاً: لو كنت أعرف، لما سجّلت مياه البحر المتوسط مصدراً للحفر. قالت كأنها تتأكد مما لا تعرفه: لكنها جميعها تحفر. أجل! يجوز. همس كأنه يختبر عمق ما لا تعرفه. ثم بعد تأمل قصير قال: ليس تماماً. يجب أن نتوقف عن الحبّ. نكتفي بالحنين. لكنها امرأة يريدها الحب، قال لها غسان، وبكل ثمن. كلما ابتعدت عثرت على قلبها محاصراً. لا تعرف النساء كيف يتوقفن عن الحب، وهنّ على يقين أن رجلاً يقف على بعد مدينة من خلاخيلهنّ. حيث ستكونين سآتيك على فرس مدينتي، قال: وهل تلبس المدن أردية الريح؟ قالت: حين تكونين امرأتها، همس: غسّان! أحب عكا... و... اختنقت بالدمع. وعكّا تحبك، قال، وهو يغمض عينيه على قلبه. امرأة تجد في تاريخ المدن ذرائع، ورجل يجد في الذرائع ملاذاً لأشواقه! لكن إلى متى ستسكت المدن عن حقها في البوح؟ لم يقل هو، ولم تقل هي. ليل المدن نسج من الأشواق شباكاً، وعلّقها مثل السمك، وبكل شيء. أتحتاج إلى حوار المرة الأولى كي يشهد على أن المدينة هي مكان الملاذ والذريعة؟".
أشواق وحنين ورسائل تكتب مترعة بالمشاعر والأحاسيس... رسائل تكتبها امرأة سكنتها كما المدن عاطفة لم تقو على قهرها رغم النأي ورغم الظروف.نبذة الناشر:عج رأسي بصورتك وأنت مقيد بالسلاسل. عج رأسي بحنين كأسر لابتسامتك المعلقة مثل نجمة شاردة على طرف شفتك. لماذا فكرت بي الآن؟ جئت مثل نابليون في أحد الأيام المحصنة ضد كل أشكال الغزو. كانت عكا يومها مستعدة للقهر فقط، وكان القائد المغوار مستعداً للنزال فقط. شكل اللقاء كان خطة مواجهة لا يمكن أن يخرج الطرفان منها متعادلين. كانت النهاية تفرض شكلاً من أشكال الهزيمة. فمن يقبل أن يكون مهزوماً في ساحة نزال لم يقدر لها أقل من الانتصار؟ إقرأ المزيد