السيرة الإسلامية من الوحي إلى الإنسانية
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار فكر للأبحاث والنشر
نبذة نيل وفرات:هل يمكن مصالحة الإسلام المحمدي بالمسيحية وهل هذا مطلوب؟ وهل يمكن مصالحة الإسلام المحمدي مع المجتمع وكيف وهل هذا ضروري ومطلوب؛ وأكثر من "هل" تبحث عن جواب يقع في منزلة بين منزلتي الاحتلال واليقين، أو بين النعم واللا. وفي هذا الكتاب؛ الغني بالمراجع والشواهد والأدلة والمقارنات والتفصيل، يحاول المؤلف ...تسليط الضوء على جوانب عدة منها جانب العلاقة بين الإسلام، كدين إبراهيمي توحيدي، وبين المحمدية والمسيحية (النصرانية) والموسوية (اليهودية): أهل الكتاب.
وتندرج محاولته هذه في سياق التفسير المنفتح للنصوص التي رأت إلى الإسلام ديناً توحيدياً عميق الجذور في التاريخ، ومستمر في الحضور في أزمنته، وقديماً، قدم الدعوة الإلهية لإبراهيم، التي توالت وتواترت عبر أنبياء اليهود ويسوع المسيح ومحمد.
ويلقي الكاتب ضوءاً على ترجمة ذلك التفسير، عندما وجد أن الإسلام المحمدي أبقى النصارى على دينهم وأوصاهم باتباعه، وأبقى اليهود على معتقداتهم الدينية ونبههم إلى ضرورة الالتزام بالنبوءات السابقة واللاحقة، على أن ذلك النزوع إلى إبقاء فسحة الإيمان مفتوحة لجميع المؤمنين "بالديانات التوحيدية" بل على وعي سبق أزمنة الاعتراف بالآخر.
ينقسم الكتاب إلى قسمين اثنين وفصول يتناول الفصل الأول من القسم الأول التعريف بالإسلام وفق النص القرآني... وهو تعريف، كما سيتبين للقارئ، مغاير للشائع والموروث من السلف. أما الفصل الثاني فيتحدث عن تاريخ نشوء الدعوة المحمدية التي تمزيت باطلاع ورقة ابن نوفل (رئيس أساقفة النصارة في مكة) على السر الإلهي واحتضانه للنبي محمد ووقوفه إلى جانبه وتشجيعه وحثه على المضي في المهمة وتطبيب خاطره، على خلاف ما كان عليه الأمر مع اليهود وزعماء القبائل والمشركين، وجاء الفصل الثالث امتداداً لسابقه، حيث تناول بالبحث "أهل الكتاب" وهي لفظة أطلقها القرآن على أتباع الرسالتين الموسوية والنصرانية.
ويتابع الكاتب في الفصلين الرابع والخامس حديثه عن أهل الكتاب في القرآن الكريم مشيراً إلى تمييزه بين النصارى واليهود في ضوء مواقفهما من الدعوة الجديدة الناشئة في شبه الجزيرة العربية، وفي ضوء مواقفهما وتعاملهما مع كل الأنبياء والرسل، وفي ضوء سلوكياتهما وأخلاقياتهما.
وفي الفصل السادس يشرع الكاتب بالانتقال من "الديني-الإيماني" إلى "الديني-السياسي" أو الدولة الدينية. وأما القسم الثاني من الكتاب فيبدأ بتمهيد عام يتناول النتائج السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية، بل الدينو-سياسية التي أعقبت الحرب الكونية الأولى، لا سيما زوال الخلافة كنظام ديني امتد بأشكال مختلفة حتى أوائل القرن العشرين. وعلاوة على هذا التمهيد، فقد حوى القسم الثاني ثلاثة فصول كان محورها الحديث عن ثلاثة نماذج فكرية إسلامية وغير إسلامية احتلت موقفاً مؤثراً وممتازاً في هذا المجال الفكري وهي: التيار "السلفي" أو "الأصولي"، والمتمثل عند المؤلف بشخصية المفكر الإسلامي "سيد قطب" أحد منظري حركة "الإخوان المسلمين" في مصر، بعد مرشدها ومنشئها محمد البنا، والنموذج الثاني هو التيار الديني المتنور المتمثل بشخصية المفكر الإسلامي "علي عبد الرزاق" ثم التيار القومي والمتمثل عند المؤلف بشخصية المفكر "أنطون سعادة" مؤكداً من ذلك كله على أنه وبالرغم من كل التوجهات لا يمكن إلغاء محاولات عدد من المفكرين والكتاب في مقاربة النصوص من وجهة تاريخية، عبر محاكاة النص للواقع، أو عبر استعادة النصوص من خلال لغتها وصدقها، هذا وإنما محاولة المؤلف هذه أيضاً تدخل ضمن هذه المحاولات للكشف عن أمر، يحتاج لبلوغ آذان المؤسسات الدينية المسيطرة، ما يحتاجه الموج في حث البحر. إقرأ المزيد