تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:ما زالت عناية العلماء متسمرة في خدمة السنة النبوية جمعاً وشرحاً وانتقاءً فكان من ذلك تآليف كثيرة منها ما طبع وانتشر وتداوله الناس ومنها ما زال قابعاً في المكتبات العامة. وممن أسهم في التأليف في الحديث الشريف الإمام النووي، وهو من رجالات القرن السابع الهجري، المشهور له بالإمامة في ...الحديث والفقه واللغة فألف "شرح صحيح المسلم" وهو من اتقن الشروح وأوفاها وأبرعها.
وكتاب "الأذكار المنتخب في كلام سيد الأبرار"... ومن أجود ما ألفه في هذا الباب كتاب "رياض الصالحين" وهو من أوسع كتب الحديث انتشاراً وأكثرها تداولاً، فقد طبقت شهرته الآفاق واحتل منزلة سامقة في نفوس العلماء والكتاب والخطباء والعامة. وقد أولاه عناية تامة فانتقى أحاديثه من مرويات أهل العدالة والضبط رواة الحديث النبوي الشريف كالبخاري، ومسلم وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وجمع شملها، ورتبها أحسن ترتيب. ونظمها أحسن نظام، والتزم إلا بذكر فيه إلا ما صح من الأحاديث.
وقد قسمه إلى كتب والكتب إلى أبواب، فجعل الكتاب عنواناً للأحاديث التي تندرج تحت أبواب كثيرة من جنس واحد، وجعل الباب عنوناً لطائفة من الأحاديث التي تدل على مسألة خاصة بعينها، وجملة ما فيع من الكتب، سبعة عشر كتاباً، وما فيه من الأبواب 265 باباً، وجملة ما فيه من الأحاديث (1897) حديثاً. ودرج على أن يفتتح أكثر الأبواب بآيات من كتاب الله تعالى تناسب موضوع الأحاديث التي جاءت فيه، وذلك أن السنة النبوية الصحيحة في جملتها وتفصيلها بيان للكتاب الكريم، وكل ما تشتمل عليه من أحكام أصله في القرآن بقواعده الكلية، وإن لم يكن بأحكامه الجزئية في كل الأقوال.
وغرض المؤلف من تأليفه هذا أن يضع بين يدي المسلم الأحاديث النبوية الواضحة الدلالة التي لها أثر كبير في تقوية الإيمان بالله، وتوثيق الصلة به، وإخلاص العبادة له، وغرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب. وعلى الرغم من القيمة العلمية التي يتمتع بها الكتاب فإنه لم يحظ بالعناية اللائقة به، فقد تداولت دور النشر في مصر والشام طبعه طبعات خالية من التحقيق والتخريج والضبط، لهذا عني المحقق "شعيب الأرنؤوط" بتحقيق متن هذا الطبعة من الكتاب تحقيقاً يوضح معانيها ويجلي نوامضها، كما وعنى بالتعليق على بعض أحاديثه لبيان معناها العام الذي قد يلتبس على القارئ كما ذكر الفوائد والأحكام المستنبطة من بعض الأحاديث مما جمعه شيخ الحفاظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" عن العلماء الذين تمرسوا بفقه النصوص. إقرأ المزيد