مقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم
(0)    
المرتبة: 80,778
تاريخ النشر: 01/05/2006
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:إذا كانت الأمور بمقاصدها فإن ما يهم المتأمل في مقاصد الشريعة أن يميز مقامات الأقوال والأفعال الصادرة عن رسول الله (ص) وأن يبين أنواع هذه التصرفات والفروق بينها، حيث أن معرفتها من الأصول الشرعية التي لا بد منها للفقيه الحاذق، وفهمها يحلّ كثيراً من المنقولات عن الرسول (ص) بأنواعها ...قولية أو فعلية؛ لأن للشريعة المباركة مقاصد يحرص الشارع على تحقيقها.
وقد شرع الله تعالى في كل تصرف شرعي ما يحصّل مقاصده، ويوفر مصالحه العامة والخاصة، لذلك بالقاعدة الشرعية تقول: "إن كل تصرف تقاعد عن تحصيل مقصوده فهو باطل". وأن استقراء أدلة كثيرة من القرآن الكريم، والسنة الصحيحة يوجب علماً يقينياً، بأن أحكام الشريعة الإسلامية منوطة بحكم وعلل ومصالح تكفل السيادة للمجتمع والأفراد، وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الموافقات" أدلة كثيرة على ذلك وبخاصة في كتاب المقاصد.
هذا وأن معرفة المقاصد في الشريعة نوع دقيق من أنواع العلم، ومقصد الشرع حصول مصلحة، أو دفع مفسدة لما فيه صلاح البشر في العاجل والآجل، أي في حاضر الأمور وعواقبها، وقد ثبت بالأدلة القطعية أن الله تعالى لا يفعل الأشياء عبثاً؛ دلّ على ذلك صنعه في خلقه إذ قال تعالى: (أفحسبم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون). وقد جاء في بعض الأحاديث، أن رسول الله (ص) قال: "بعثت بالملة السمحة الحنيفة البيضاء" ويريد بالبيضاء أن عللها وحكمها والمقاصد التي بنيت عليها واضحة، لا يريب فيها من تأمل وكان سليم العقل غير مغاير. وأن من الضروري معرفة مقاصد التصرفات النبوية، وأنها تندرج تحت مقاصد الشريعة، لفهم ما ترمي إليه هذه التصرفات قولية أو فعلية أو تقريرية، وأنها من قبيل البيان الفعلي لأحكام الشريعة.
من هنا وقع اختيار الباحث على موضوعه هذا "مقاصد تصرفات الرسول (ص)، إذ هو رأى في تصرفاته (ص) صفات جليلة، وحقائق عظيمة شريفة، كان يتصدّى لها رسول الله في تبليغه للرسالة قولاً وعملاً، ولم ير بأنها قد صنفت في مؤلف واحد؛بل رآها منثورة في مؤلفات شتى ومذكورة في مواطن مختلفة، فأراد الباحث جمعها وتصنيفها، والعناية بها، ومعرفة مقاصدها، مغطياً هذا الموضوع من كل جوانبه من خلال هذه الرسالة المقدمة لنيل درجة الدكتوراه في المعهد الأعلى لأصول الدين في جامعة الزيتونة، في تونس وقد جعل الموضوع في مقدمة، ومدخل وثلاثة أبواب، وخاتمة تضمنت النتائج التي توصل الباحث إليها من خلال البحث مع أهم التوصيات اللازمة. ويتضمن المدخل تعريف التصرفات النبوية لغة وشرعاً، بيان التصرفات النبوية المختلفة، ونماذج منها.
الباب الأول وفيه فصلان: يتضمن الفصل الأول تصرفه (ص) بالإمامة الكبرى، وأن الحكومة والسلطان من لوازم الشريعة. ويدور الفصل الثاني حول تعرفه (ص) بالقضاء وأن من مقاصد الشريعة العدل في القضاء.
والباب الثاني فيه ثلاثة فصول: يتناول الفصل الأول تعرفه (ص) بالإمامة الكبرى، وأن الحكومة والسلطان من لوازم الشريعة. وفي الفصل الثاني اجتهاد الرسول (ص). ويدور الفصل الثالث حول أهم المسائل المختلف فيها من تصرفات الرسول (ص).
وأما بالنسبة للباب الثالث فقد جاء في الخصائص النبوية: بيان معنى الخصائص، تصنيفها، نوافذها، عددها، خصائصه في باب النكاح، تصرفات الرسول (ص) من حيث وجوب الاقتداء به أو عدمه وذلك كله ضمن فصول ثلاثة. إقرأ المزيد