مكانة التربية البدنية والرياضية في المدارس اللبنانية
(0)    
المرتبة: 420,655
تاريخ النشر: 01/05/2006
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:احتلت التربية الرياضية حيزاً واسعاً في أوساط الشباب اللبناني، كما ازداد اهتمام الجسم الفتي في المجتمع بهذا المجال الحيوي، بعدما حطت الحرب الأهلية اللبنانية الأخيرة أوزارها، بمقدار ما تراجعت الدولة اللبنانية عن دعمها لهذه المادة التعليمية، بعد إقرارها بها في "خطة النهوض التربوية" وورشة تعديل المناهج في المنتصف الثاني ...من تسعينات القرن المنصرم.
ففي هذا الشغف الطبيعي للشباب والطلاب وإقبالهم على التربية الرياضية، المترافق مع تخلف السياسات التربوية الرسمية وتنصل المسؤولين عن اعتبار مادة تربوية وتعليمية إسوة بالمواد التعليمية الأخرى، يطل علينا الدكتور جاك رستم في كتابه هذا، كمرشد للعمل مطاولاً تاريخ التربية البدنية والرياضية، مروراً بالدور الذي لعبته الدولة الفرنسية في لإغناء المزيد من المؤسسات والنشاطات المدرسية والجامعية وتعزيز حضور شهادة البكالوريا الفرنسية في المؤسسات التعليمية، التي "تمتعت" بإرث فونكوفوني، وصولاً إلى الإعلام والتفتيش والأبحاث انطلاقاً من تأكيده على مفهوم التدريب المستمر الذي يغني العملية التربوية بعناصرها كافة.
أهمية هذا البحث، تكمن في أنه يحمل في طياته "هماً" يستند إلى إعادة النظر في مفهوم التربية البدنية والرياضية، من زاوية مختلفة عنا كان ولا زال مألوفاً وسائداً حتى اليوم،ـ بحيث يمكن للقارئ تحسس هذه الرؤية الجديدة للدكتور رسم، التي تقارب في منهجيتها إلزامية تعميم التربية الرياضية كمادة أساسية في المنهاج الرسمي وتلامس في مضمونها الفهم العلمي لها.نبذة الناشر:التربية البدنية والرياضية ذات هوية حقيقية تنطبع بمضمونها، بضبط المكتسبات التربوية، بصورتها الإنسانية الاجتماعية، لا بتفاعلها مع سائر مواد التعليم.
مناخ المدرسة، بكافة مواد التعليم، هو حقاً لصوغ الإنسان وجعله مواطناً عالمياً يتكيف مع مقتضيات الحياة الاجتماعية ويتصدى لتحديات حضارة الاستهلاك.
التربية البدنية ترعى أطر الرصيد الإنساني وعلاقة الجسد بالروح، بالأفق والطبيعة. تنبثق هوية الإنسان، في معظمها، من عامل الوراثة فضلاً عن خيارات تستقر في الأجيال.
وكما تنحت الصخرة البكر الخام وتصقل، هكذا يتشكل الإنسان ويتبلور في المدرسة، حاملاً منها طوابع مزاجية معينة تعمل فيها التربية البدنية وتعالجها بحذق ومهارة كالإزميل بيد نحات ملهم مرهف يبدع تنثال الروعة والبهاء.
لذا، وبناءً على الحيثيات الواردة في سياق البحث، نستنتج أجوبة هامة تسهم في بناء تربية بدنية حديثة ومنحها المكانة المستحقة في التعليم المدرسي، فضلاً عن ضرورة الفصل بين التربية البدنية والرياضية من جهة، والرياضة المدرسية من جهة أخرى، وإعادة تنظيم هذه المادة عبر إلزام المدارس بتحضير مشروع تربوي متعلق بالمادة، يحتاجه المدرس والطالب معاً في تنظيم العمل والخيارات التربوية.
من هنا ضرورة إنشاء لجنة عليا استشارية متخصصة في وزارة التربية والتعليم العالين مهمتها إعادة تأهيل المفتشين التربويين ومدراء المدارس، وتحديد مفاهيم المادة التربوية الجوهرية، وتفعيل دور الرقابة في المؤسسات التربوية وحسن إدارة وسير التعليم في المدارس، وإعادة النظر في النصوص القانونية والمناهج المتعلقة بمادة التربية البدنية، بالإضافة إلى تأمين دورات صقل تدريبية لتأهيل الأجهزة البشرية المتعلقة بشؤون مادة التربية البدنية والرياضية وكافة الأنشطة المنوطة بها.
وكذلك إلزام المدارس الخاصة والرسمية بالتعاقد مع مدرسين من حملة الإجازات التعليمية في التربية البدنية أو ما يعادلها دون سواهم.
ولكي تأخذ مادة التربية البدنية كافة أبعادها التربوية، يجب خلق آلية لإدراج هذه المادة الواعية المسؤولة ضمن مواد الامتحانات الرسمية على قدم وساق، إسوة ببلدان راقية عديدة توليها حقها من العناية والتقدير، وذلك لما تشتمل عليه من معارف ومقاومات لا تولج إلا بالدراية والدربة بعيداً عن كل ارتجال أو تطفل أو ادعاء، فهي علم وفن، تقرن بين النظر والعمل وتبوء المناصب الرفيعة المرموقة، علماً بأن الفنون الراقية ذروة الحضارة المرصعة بالأوسمة والألق، وبأن الفن الراقي ليس مجرد صورة خاوية بل يستبطن مضموناً غنياً مكثفاً. آن الأوان لكي تترنح الرياضة في بلادنا، كما في الفضاء الرحب، وأن تتبوأ على المراتب وتتنسم الأمجاد بملء رئتيها، لا أن تكون عن غبن وجهل، في ذيل الركب المتحفز إلى الأفضل والأروع. إقرأ المزيد