طرائف ونوادر أبي نواس في الشعر والنثر
(0)    
المرتبة: 208,967
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: رشاد برس
نبذة نيل وفرات:صاحب هذه الطرائف والنوادر هو الشاعر الحسن بن هانئ وكنيته أبو نوّاس. ولد في الأهواز من بلاد فارس، لأب شامي وأم فارسية، أخذ عنها اللغة الفارسية. وقد سارت به إلى البصرة وهو في السادسة بعد موت أبيه، فعمل في دكان عطار. التقى الفتى هناك الشاعرين الماجنين الخليفين: واليه بن ...الحباب وخلف الأحمر الذي ألزمه حفظ مئات الأراجيز، فضلاً عن حفظه قصائد كثيرة. ثم خرج النواسي إلى البادية فأتقن لغة العرب الصافية. اختلف غلى حلقات المعتزلة في المساجد والكتاتيب، وأخذ الفقه والفلسفة وعلم الكلام، ثم سار إلى بغداد والعاصمة الفكرية العظيمة، ومهوى الفنانين والشعراء، ومحط رحال الفلاسفة والعلماء، واتصل بالخليفة الأمين ولازمه نديماً لا يفترقان.
عاش حياته على مذهب أبيقور حيث اللذة تطرد الألم، وهو يمثل صفوة الثقافة العربية والحضارة الفارسية معاً. وقد عاش أبو نواس في عصر سيطر فيه على الناس شعور مبهم عنيف، شككهم في كل القيم والأوضاع من جرّاء ما فرط الحكام عليهم، وبغوا وطغوا، وبسبب ما ذاقوا من مرارة استبداد الولاة وجور أولي الأمر في العصر العباسي الأول.
وخير شاهد على ذلك العصر بصدق وعميق، هو شعر أبي نواس، الذي استطاع أن يرسم للقارئ صورة حيّة لأيامه، كما يعد العبقري الملهم الذي يملك القدرة على استيعاب كل المصادر الفنية، ما ساعده على تأليف ديوانه: شعراً وقصائد، مما أتاح للأجيال فقط اسمه أكثر من حفظهم لعصره. والسبب في ذلك أن أبا نواس كان شعلةً لروح الفكاهة والمرح الإنساني، وقد صورت جانباً زاهراً ودقيقاً من جوانب النفس الإنساينة، بذلك اللهو الذي خاض فيه بعنف.
ومن يقرأ ديوان هذا الشاعر ويمعن النظر فيه يجده مشتملاً على ثمانية أغراض شعرية وهي: الخمريات، الغزل، الرثاء، المديح، الهجاء، العقاب، الزهد، الطرد، ولكل غرض من هذه الأغراض الشعرية أسلوبه الخاص به. ويعتبره شعره في الغزل من أرق أشعاره في هذا الميدان، في الشعر العربي، بسب ما انطوى عليه من الصدق والصراحة. ويبقى القول بأن أبا نواس كان فناناً في شعره، كما هو فنان في حياته من رأسه حتى أخمص قدميه. ويضم هذا الكتاب باقة من قوادر هذا الشاعر والذي يعد من أهم الشعراء في ذلك العصر بشخصيته المتقلبة ذات الحس المرهف. إقرأ المزيد