نظر إلي ياسر عرفات وابتسم (يوميات مقاتل)
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار الجديد
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"إنه صيف 1981. سجّل محمود التقي اسمي في الدفتر واصطحبني إلى غرفة العتاد. الجزمة (الرانجر). البذلة الخضراء الغامقة، شاردة الزوبعة على الكتف، جعبة بثلاثة أمشاط ذخيرة، قنبلتان، وكلاشينكوف أخمص حديد روسي دائرة 11 بوز مشطوف. هكذا أصبحت متفرغاً في قوة الطوارئ المركزية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت. ...الراتب 600 ليرة لبنانية وعلبة سجائر واحدة يومياً. أعيش في القاعدة العسكرية ("منفذية بيروت" بالقرب من فندق البريستول. يأتينا الطعام يومياً من المطبخ لمركزي بالإضافة إلى مؤونة شهرية من قيادة "القوات المشتركة" (الحركة الوطنية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية). قبل ذلك بأشهر قليلة كنت قد اشتركت في معركة ضد "المرابطون" إثر مقتل كمال خير بك وبشير عبيد. صعدنا إلى سطح مبنى "دار الهندسة" في شارع فردان وتبادلنا الرصاص والقذائف الصاروخية مع شباب المرابطون الآتين من تلة الخياط. فجأة تأتي سيارة مسرعة من أسفل شارع فردان وهي تطلق النار. نمطرها بوابل من رشاشاتنا وقذيفتي آر.بي.جي (ب 7) فتتحول إلى كتلة مشتعلة من المعدن واللحم. عند الفجر جاءت مجموعة بديلة وسحبونا إلى المقر. تناولنا سندويشات دجاج أتوا بها من مطعم "مروش" ووزعوا علينا قناني المياه المعدنية وعلب الدخان، وضعنا عصبات بيضاء على الرأس تمييزاً وتعريفاً. بعد نصف ساعة جاءت الأوامر بالالتحاق بالحشد الذي يجتمع قرب الحمراء. سنهجم على منطقة اللبان. قبل طلوع الشمس بدأ الهجوم على محاور عدة. شبب رأس بيروت سيصعدون إلى شارع الحمراء من جهة "ستراند" وصولاً إلى "البافيون"... كنا نحو مئتي عنصر أو أكثر. وانطلقنا في وقت واحد. يداي باردتان متعرقتان، فمي الجاف يتخشف وفكّي يضغط على أسناني، أذناي تطنان وعينان تحرقانني... رأيت أبو واجب يركض ويضع الرشاش في صدر جريح خرج مترنحاً ويفرغ المخزن كاملاً فيه 300 طلقة دفعة واحدة. يرمي "المشط الفارغ ويضع آخر. يستند إلى الحائط، يرمي قنبلة إلى الداخل ويصرخ فيّ: ...".
يستحضر الكاتب جزء من الحرب اللبنانية الأهلية بكل عذاباتها من خلال يوميات مقاتل اشترك في أحداثها العسكرية القتالية. يكشف يوسف بزي عن بشاعة المقاتلين الذين انخرطوا ضمن تشكيلات حزبية رامت كل تشكيلة إلى تحقيق مكاسب لها من خلال قتال شرس ألغى إنسانية المقاتل وأصبح مندفعاً بشراسة نحو قتل الآخرين من الأبرياء.
في جزء من هذه اليوميات يعرض الكاتب إلى العلاقة التي كانت تربط الحركة الوطنية اللبنانية بمنظمة التحرير. يتذكر القارئ أن كان قدره معايشة تلك الفترة... تلك الحرب الدامية، يشمئز من خلال معرفته خلفيات كان يجهلها من خلال اعترافات مقاتل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه اليوميات جاءت ترجمتها باللغة الإنكليزية بالقسم الثاني من الكتاب. إقرأ المزيد