تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الثقافة
نبذة نيل وفرات:تشتغل النصوص التي تم جمعها بين دفتي هذا الكتيب حول إشكالية التربية كممارسة إنسانية دالة، وذلك انطلاقاً من مرجعيات الحداثة الفلسفية: كانط، نتيشه فرويد... الشيء الذي يجعل هاته النصوص تخترق فضاء المنشورات المألوفة في هذا المجال ويضمن لها، تبعاً لذلك، أصالة وتميزاً.
ومما لا شك فيه أن بو بكري يحاول ...أن يشق طريقه على هامش مسلمة وثوقية عتيقة ظلت تعمل على ترويجها بيداغوجيات الوصفات الجاهزة، وذلك عندما تعتبر أن كل الممارسات التربوية تتأسس خارج كل سؤال أو قرار فلسفي. وهذا معناه، من وجهة نظر تقنوية، أنه لا يوجد أي تلازم ضروري أو مباشر بين كل شكل من أشكال التنظيم المؤسساتي للأفعال التربوية من جهة، والإشكالات الفلسفية التي تفرزها أو تعمل على إنتاجها قضايا العصر أو منظومات الفكر المحايثة لها، من جهة أخرى.
لقد عمر هذا الاعتقاد طويلاً وترسخ في العقليات، كما تترسخ جميع اليقينيات والمطلقات، وآن الأوان لتقويضه. فهل يجوز مثلاً، إذا ما احتكمنا إلى صرامة المنطق ومعطيات التاريخ، أن نتمثل نشأة المدرسة العمومية ومبدأ التعليم الإلزامي، المرتبط ارتباطاً تصالبياً بها، خارج حداثة القرن الثامن عشر الاجتماعية والسياسية، من ناحية، وفلسفة الأنوار التي تعتبر عصارتها الفكرية والروحية، من ناحية أخرى؟ الظاهر أن لهذه الفلسفة وتلك الحداثة، بشكل ضمني أو صريح، عميق الأثر على عصرنا وهمومنا وأحلامنا. إقرأ المزيد