تاريخ مدينة دمشق - المجلد الرابع والخمسون
(0)    
المرتبة: 115,754
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:يمثل هذا المجلد الجزء الرابع والخمسون من تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر، وفيها التراجم (عمر بن خيران -عمرو بن حبر الجاحظ). وقد كانت المجلدة الثالثة والخمسون الثالثة والخمسون صدرت، وفيها ترجمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولا تقل هذه المجلدة أهمية عن المجلدة التي سبقتها من حيث ...المضمون، وربما كانت ذات ميزات نادرة نفيسة بسبب ما اجتمع لها من نسخ مخطوطة قلما اجتمعت لمجلدة أخرى من مجلدات التاريخ.
في هذه المجلدة تراجم خيرة من سلفنا الصالح، وشعرائنا الكبار، وأدبائنا الذين طبقت شهرتهم الآفاق، وتأتي في مقدمة هذه التراجم أخبار عمر بن عبد العزيز التي تستغرق ثلث المجلدة. وكلنا يعرف المكانة التي يحتلها عمر بن عبد العزيز في نفوس القراء، من أجل هذا فإن أخباره تأتي على درجة كبيرة من الأهمية للمثقف وغير المثقف، وللمرأة والرجل، وللعربي وغير العربي، وأما الباحث عن حقائق التاريخ فإنه سيجد أمامه كل ما قرأه عن هذا الخليفة الراشد في التاريخ، سواء كان في السير الذاتية، أو في الحوليات التاريخية غير أنه سيجده موثقاً ومفصلاً، ومعزواً إلى مصادر كانت معروفة متداولة في زمن الحافظ، ثم ذهبت في خضم الأحداث التي ألمت بهذه الأمة، أو إلى كتب مطبوعة، ولكن الأخبار التي قبسها الحافظ منها أتم وأثبت مما هي عليه في تلك الكتب: لأنه سمعها بطريقة الأسانيد، فكل خبر من هذه الأخبار مصدر بإسناد معروف إلى كتاب معروف سمعه الحافظ على شيخ أو أكثر من شيوخه، وهكذا فإنه مما لا شك فيه أن الباحثين والمؤرخين سيقبلون على تاريخ مدينة دمشق، ويزهدون فيما سواه، لأنهم سيرون تلك الكتب التي حكت عن عمر بن عبد العزيز، سواءً كانت موارد أم مصادر تنقصها الدقة في المتن، والصحة في السند.
ولو نظرنا إلى تراجم الشعراء في هذا المجلد فإن ترجمة عمر بن أبي ربيعة تأتي في المقدمة، فهو أكبر شاعر غزل من الأشراف عرفه عصر بني أمية، وكان صاحب مذهب في الشعر عرف به فيما بعد.
وأما إذا فتشنا عن المحدثين الزهاد، أصحاب الخطب المطولة، والأقوال المأثورة، والمواعظ التي تأخذ بمجامع القلوب، والذين عرفوا بانتمائهم إلى إحدى الفرق الإسلامية أو اتهموا بهذا الانتماء فإننا سنجد عمر بن ذر. ولعله من غريب المصادفة حقاً أن تختم هذه المجلدة بترجمة سيد الأدباء والبلغاء عمرو بن بحر الجاحظ صاحب البيان والتبيين، والمدرسة النثرية التي قصر دونها كل من حاول تقليدها.
وكان للفن في هذه المجلدة قسطه الوافر، لأنها ضمت ترجمة المغني عمر الوادي، مطرب الوليد بن يزيد، والذي كان يسميه: "جامع لذاتي"، وكان معه حين قتل. وفي التراجم المتقدمة كانت لابن عساكر جولات موضوعية تاريخية موفقة، لم يترك شيئاً مما يمكن أن تتحدث عنه النفس وتتساءل إلا ضرب فيه بسهم أوفي. ومع ذلك فليست التراجم التي نوهنا بها إلا نماذج، قدمت بها الدليل على الأخبار الهامة التي تضمها هذا المجلد، ولو لم يكن فيها غيرها لكانت كافية لأن تجعلها أثراً تاريخياً قليل المثال، يمكن أن يبحث عنه، ويحرص عليه. إقرأ المزيد