تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار الثقافة
نبذة نيل وفرات:يستعيد هذا الكتاب مجموعة من المقالات النقدية المنتمية لأدب السرد وثقافته، والمتصلة ببعض قيمه التاريخية والاجتماعية والجمالية. ومن ثم انبثاق وحدة تأليف جديدة، تندرج ضمن كلية نصيه منثورة وممتدة، تستدعي تلقياً منظماً على أساس الاختلاف المحكوم بمنطق باطني متماسك.
ولا تخفي ضمن هذا السياق، تلك العلاقة العضوية بين النقد وفن ...المقال. وذلك من جهة الرغبة في المفهومية، والتشخيص العميق لتعبيرات الحياة ومغازيها من خلال التفسير، فضلاً عن معالجة العمل الفني كما لو هو تدشين لحياة جديدة. ومن ثم قوة النقد المتمثلة في الإفصاح، والجهر بما تطمسه وتخفيه أنساق النصوص والمؤسسات والخطابات، وكذا تقوية فضاء الابتكار وتحرير ممكناته الأسيرة، إذ لا شك في كون الذات المبدعة للنص الأدبي الفني لا تعرف حضوراً ولو سعت لتخليد الاسم وتوقيعه: لأن الآخر دوماً هناك. وما تم توقيعه لن يخلد إلى الراحة ولن يحضر. فهذا الآخر هو من سيمنحه الحياة مرة أخرى بعد انسحاب المؤلف.نبذة الناشر:لا شك في كون موت المؤلف ضمن بعده الإيجابي يضعنا، بوصفنا قراء، أمام أنفسنا، ويتيح لنا تجربة فريدة في استعادة النصوص الأدبية والفنية، وامتلاكها ضمن مدار الاختلاف وسوء الفهم الخلاف، وحتى ضمن التفسيرات المتناقضة: فكما أنه لا وجود لنص دون تفسير، فإنه لا وجود لتفسير بدون نقض. وبهذا يحيا النص في استقلال عن مؤلفه، ما دام هذا الأخير هو من رغب في موته أثناء الكتابة، وهي رغبة عميقة ودفينة تحاذي طقس التضحية. وإذن فالإبداع المنجز هو ما يجعل رؤية الذات أفضل: أي رؤية الذات الأخرى التي هي ظل واختلاف وقرين.
وهذا الكتاب لحظة من حياة النصوص السردية والنقدية المقروءة. وكما أن الإبداع يستولد والمقارنات والتفسيرات والاستعمالات، فكذلك النقد، الذي يصبح بدوره فسحة للتأمل والتفكير والتخييل، بحيث يفضي إلى نقد آخر يخصبه ويوسعه ويثوي غيابه، أو ينقصه ويفككه وينفيه. و"نقد النقد" هذا بدوره يصبح مجالاً للسؤال والقراءة، وهكذا إلى ما لا نهاية. فالنقد والإبداع خطابان يوولان إلى "جدلية البنية الحيرة"، حيث البنية نظام ونسق، والحيرة غموص وارتياب. ومن هنا ذلك التوتر الرائع والخصيب الذي تشف عنه كل عملية نصية، وكل حركة تفكير. إقرأ المزيد