التاريخ السياسي لشرقي الأردن في العصر المملوكي - المماليك البحرية
(0)    
المرتبة: 231,841
تاريخ النشر: 01/01/1982
الناشر: دار الفكر للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لعبت منطقة شرقي الأردن دوراً هاماً وخطيراً في عصر دولة المماليك الأولى، فقد ظلت حلقة الاتصال الوحيدة بين حاضرتيها القاهرة ودمشق. كما شكلت قلاعها وحصونها خط الدفاع الرئيسي عن الديار المصرية وحواضر الشام في وجه المد التتاري، كما كانت هذه القلاع والحصون خزائن للسلاح (الزردخاناه) ومخازن للمؤن تتزود منها ...الجيوش المملوكية في أوقات تحركها لمواقعة قوى الفرنج المتربصين في جيوبهم على الساحل الشامي، وكانت إلى جانب ذلك كله تتصدى لحماية بيت المقدس من أطماع الطامعين، ولم تتردد في الاشتراك في معارك التحرر الأخيرة، فأسهمت في تطهير عما، آخر المعاقل الصليبية في شرقنا العربي.
ومن جهة ثانية كانت قاعدة للنضال السياسي، ومنطلقاً لعديد من الثورات، بدأها السعيد والمسعود، أولاد الظاهر بيبرس، بهدف إعادة إمارة الكرك الأيوبية، كما اتخذها الناصر محمد بن قلاوون ملاذاً أميناً يلوذ به، وتنطلق منه حركته لاستعادة ملكه. ومن بعده كانت مركزاً لثورة شعبية قومية عارمة ضد المماليك قام بها أهل الكرك وعلى رأسهم السلطان الناصر أحمد بن قلاوون، لم ينته دورها بنهاية دولة المماليك الأولى، وإنما تجدد هذا الدور في عصر دولة المماليك الثانية، ففيها ثار برقوق وبمؤازرة أهلها، ووقوفهم إلى جانبه استعاد سطلنته، واستمرت منطقة الأردن مركزاً هاماً لحركات التحرر والثورات الشعبية طوال عصر دولتي المماليك الأولى والثانية.
في هذا الإطار العام يأتي الكتاب الذي بين يدينا والذي سعى لتسليط الضوء على التاريخ السياسي لشرقي الأردن في العصر المملوكي، وذلك في ستة فصول، أفرد أولها لدراسة تاريخ شرقي الأردن في عهد الملك الظاهر بيبرس.
وخصص الفصل الثاني لدراسة أبرز أحداث الكرك بعد وفاة الظاهر بيبرس، ابتداء من سلطنة الملك السعيد ثم نفيه إلى الكرك، فالأخطار الداخلية والخارجية التي طوقت دولة المماليك في مصر والشام، وأهمها ثورة السعيد والمسعود ولدي الظاهر في الكرم وسعيهما إلى إحياء إمارة الكرك الأيوبية، تضامناً مع الأمير سنقر الأشقر، وبعض الأمراء الظاهرية الذين حاولوا الاستعانة بفرنج عكا. ثم تعرض للحديث عن موقف المنصور قلاوون من هذه الثورة، والأسلوب الذي اتبعه لإخماد هذه الثورة ودوره في توحيد الجبهة الداخلية في مصر والشام، وجهوده في تمكين نفوذه وتثبيت ملكه، وتقديره لمزايا الموقع الاستراتيجي لمنطقة شرقي الأردن ومظاهر اهتمامه بها.
ويتضمن الفصل ا لثالث دراسة لتاريخ المنطقة في عهد السلطان قلاوون وابنه الأشرق خليل. وفي هذا الفصل تم الاهتمام بتسجيل مظاهر اهتمام قلاوون بهذه المنطقة، ثم انتقل إلى الحديث عن فتح عكا، واشتراك بيبرس الدوادار نائب الكرك وقواته في تحرير الساحل الشامي من بقايا الفرنج. وخصص الفصل الرابع لدراسة تاريخ منطقة شرقي الأردن في عهد الناصر محمد بن قلاوون.
وخصص الفصل الخامس لدراسة أحداث المنطقة في عهد الناصر أحمد بن قلاوون، وأول هذه الأحداث الثورة التي قام بها الناصر أحمد بالكرك، وتأييد نواب الشام له، ومن ابرز أحداث هذا العهد أيضاً تمكنه من الظفر بالعرش، وقيامه بحركة تطهير شملت صفوف أمراء المماليك وانتقامه من قتلة أخيه المنصور أبي بكر.
أما الفصل السادس فقد عالج تاريخ منطقة شرقي الأردن حتى قيام دولة المماليك الثانية، متتبعاً الأحداث الخطيرة التي شهدتها المنطقة موضوع الدراسة في هذه الفترة وأهمها الفناء الكبير (الطاعون) الذي اجتاح العالم كله، ولم تسلم منه منطقة شرقي الأردن. كما تعرض لذكر النتائج التي ترتبت على هذا الفناء سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. كذلك تحدث عن أعمال كل من الملك الصالح بن محمد بنقلاوون وأخيه الناصر حسن في المنطقة. وعن تاريخ المنطقة في عهد الملك الأشرف شعبان والمؤامرة التي تعرض لها في العقبة وانتهت بمصرعه، واختتم هذا الفصل بالحديث عن الظاهر برقوق، منذ أن تدرج في المناصب حتى تمكن من الاستيلاء على أزمة الحكم في مصر وأصبح سلطاناً مؤسساً بذلك دولة المماليك الثانية، مبرزاً أهم أعماله الإنشائية في المنطقة. إقرأ المزيد