أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين
(0)    
المرتبة: 29,265
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:من أنواع الكتابة التي شملها التأليف التاريخي أخبار الفتن والمعارك التي وقعت بين المسلمين في الصدر الأول. ومن أشهر هذه المعارك معركة صفين التي وقعت بين علي ومعاوية –رضي الله عنهما- وأنصارهما، بسبب الفتنة التي اندلعت شرارتها بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان –رضي الله عنه-.
ويمكن اعتبار هذه ...الوقعة المنطلق التاريخي لظهور الفرق ذات الآراء السياسية التي كان لظهورها على الصعيد السياسي والعقدي آثار سلبية، إذ كرست بوادر الفرقة والخلاف بين المسلمين على الصعيد السياسي، وهي بلا شك من عوامل الضعف والخذلان. ومن الآثار السلبية المترتبة على ظهور الخلافات العقدية أيضاً أن فتحت المناظرات بين الفرق المختلفة في إطار ما يسمى علم الكلام باباً من أبواب الفتن، وساهمت في تمزيق كيان المجتمع الإسلامي، كما أنها ضخمت الجانب النظري التجريدي على حساب الجانب العملي الذي أكد عليه الإسلام عقيدة وشريعة.
ونظراً لأهمية وخطورة هذه المرحلة التاريخية، فقد أسهم عدد من الإخباريين والمؤرخين في إلقاء الضوء عليها وبيان ملابساتها وظروفها والتدقيق في تفاصيلها، فألف الإخباري الشيعي أبو مخنف لوط بن يحيى كتاباً خصصه لهذه الوقعة سماه "كتاب صفين".
كما صنف نصر بن مزاحم المنقري، وهو رافضي من الغلاة، كتاب "وقعة صفين" وكذلك كتب آخرون عن أحداث هذه المعركة كالواقدي، وإسماعيل بن عيسى العطار.
وقد سار أبو الخطاب بن دحية الكلبي على نهج هؤلاء، فأفرد لهذه الوقعة كتاباً، وهو المخطوط الذي بين أيدينا. ويرجع سبب هذا التصنيف لما ذكر المؤلف في مقدمة كتابه: أنه سئل عن أخبار حرب صفين، وما جرى فيها بين المختلفين، وفضل علي على التعيين، فوجب عليه أن يبين ذلك أحسن تبيين.
وقد تميز ابن دحية عن السابقين بأن عقد مقارنة بين علي ومعاوية –رضي الله عنهما- مبرزاً فيها جملة من الحجج والأدلة التي ترجح علياً علي معاوية في الفضل والسابقة والأحقية بخلافة المسلمين. ومن هنا جاءت تسمية الكتاب: "أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين".
وتبدو قيمة هذا المصنف بأنه اشتمل على مجموعة من النكت والفوائد ليس في ميدان التاريخ فحسب، بل في مجالات أخرى كالحديث واللغة.
وتبدو قيمة هذا المصنف التاريخي أيضاً في أن مؤلفه قد نقل لنا أخباراً تدعمها الأسانيد مما يسهل فحص هذه الأخبار ومعرفة درجتها من الصحة. ويميزه كذلك أن أبا الخطاب استقى أخبار هذه المعركة من مصادر قريبة من الأحداث ذكر المحدث ابن ديزيل أسماءهم في أسانيده من كتاب "صفين"، فحفظ لنا بذلك صوراً أصلية لأنباء تلك المعركة. وإن كان يعكر على الكتاب كثرة تصحيف أسماء الأعلام، وتحريف وعدم ضبط كثير من الكلمات، والأخطاء الكثيرة في نقل النصوص.
انطلاقاً من هنا فقد اهتم "محمد أمحزون"بسد هذه الثغرات وترميم هذه الخروقات بالرجوع إلى كتب التراجم وغيرها من المصادر التي نقل عنها ابن دحية الكلبي. كما واستدرك على مقالات المؤلف ومروياته في الحاشية، ومنهجه في ذلك الكشف عن السند والنظر في رجاله، ثم نقد المتن وتمحيصه وفقاً لمقاييس وقواعد الرواية المعتبرة عند العلماء. ثم أثبت الروايات الصحيحة التي أخرجها الثقات من المحدثين والمؤرخين في مؤلفاتهم. إقرأ المزيد