المعجب في تلخيص أخبار المغرب
(0)    
المرتبة: 37,231
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:"المعجب في تلخيص أخبار المغرب" واحد من تلك المصنفات النفيسة، التي عنيت بأخبار البلاد المغربية وسير ملوكها وأمرائها ودويلاتها، ألفه أبو محمد عبد الواحد بن علي المراكشي، استجابة لطلب أحد الأعيان الرؤساء، الذي سأله إملاء أوراق تشتمل على بعض أخبار المغرب وهيئته وحدوده وأقطاره، وشيء من سير ملوكه، وخصوصاً ...ملوك المصامدة بني عبد المؤمن، ومن لدن ابتداء دولتهم، إلى حدود سنة 621هـ/1225م، نبذة من سير الذين لقيهم أو روى عنهم من الشعراء، وأهل الفضل والرواية والأدب.
وقبل شروعه بتأليف الكتاب، اعتذر المراكشي لرئيسه عن أمور ثلاثة: أولها: ضعف عبارته، وغلبة العي على طباعه. وثانيها: عدم امتلاكه لكتاب في هذا الشأن يعتمد عليه، ويجعله مستنداً أو مرجعاً، على عادة المصنفين الذين سبقوه أو عاصروه. وثالثها: قلة محفوظاته وتشتتها بسبب ازدحام همومهن وكثرة غمومه.
ويشتمل هذا الكتاب على فصول كثيرة، بدأها المؤلف بالحديث عن جزيرة الأندلس وحدودها ومدنها وقراها. ثم انتقل إلى أحداث فتحها، وسير ملوكها، ومن كان فيها من الفضلاء، حتى نهاية حكم الأمويين. ثم توسع بذكر أخبار الأندلس بعد زوال الحكم الأموي، وأخبار من حكمها من متغلبين، ومرابطين، وموحدين.
ويمكننا تحديد منهج المؤلف في كتابه هذا بالنقاط الآتية: تصديره الكتاب بمقدمة تشتمل على دوافع تأليفه، وموضوعاته، وتتضمن اعتذاراً صريحاً عن قصر باعه في ما طلب إليه تصنيفه. تقسيمه الكتاب إلى فصول تفاوتت في أحجامها، فبينما كان بعضها يقصر فلا يتجاوز الصفحتين أو الثلاث صفحات، اتسع بعضها الآخر ليتجاوز الخمسين صفحة.
تحديد لسمات منهجه في جمع الأخبار، وسماع الروايات، وتدوين المشاهدات، فبعد اعترافه بالعجز عن كمال التأليف في مقدمة الكتاب، يقول في ختام حديثه عن دولة المصامدة: "هذا تلخيص التعريف بأخبار المصامدة،... وإنما أوردنا من ذلك ما تدعو إليه الحاجة، وتجشم الضرورة من عني بالأخبار إلى معرفته... ولم أثبت في هذه الأوراق المحتوية على دولة المصامدة وغيرها إلا ما حققته نقلاً من كتاب، أو سماعاً من ثقة عدل، أو مشاهدة بنفسي، هذا بعد أن تحريت الصدق، وتوخيت الإنصاف في ذلك كله".
ذكره المصادر التي استقى منها مواد كتابه، وفي طليعتها كتاب ابن أبي نصر فتوح الحميدي، مؤلف كتاب "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس"، ثم ما وسعه حفظه من أخبار وأشعار وروايات، وما شاهده وعاينه بنفسه من وقائع وأحداث.
تضمينه الكتاب مجموعة ضخمة من الأشعار، إذ كان لا يكتفي بالبيت الواحد أو البيتين، وإنما كان يورد القصائد الطوال، التي تتجاوز القصيدة الواحدة منها الخمسين بيتاً. وكان يعلل ذلك بنفاسه القصيدة، وجودة معانيها وحسن تمثيلها للمواقف والأحداث.
حرصه بعد الحديث عن كبار الملوك أو الأمراء على ذكر وزرائهم، وحجابهم، وكتابهم، وقضاتهم، وأبنائهم، وشعرائهم، كالذي نجده في ختام ترجمته للأمير عبد المؤمن بن علي بن علوي الكومي، وختام ترجمته للأمير أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب في إغناء المكتبة العربية بما اشتمل عليه من صور حية لحياة ملوك المغرب، وممالكهم، ومعاركهم، وإنجازاتهم العمرانية، واهتماماتهم الدينية والفكرية والأدبية والاجتماعية، وحرصاً على بعث التراث العربي الأندلسي، وإظهار مكنوناته النفيسة، يخرج اليوم هذا الكتاب ليقدم للقراء بحلة جديدة، وإضافات مهمة في الضبط والشرح والتوثيق والفهرسة.
وهكذا فقد اهتم المحقق: أولاً: بتصدير الكتاب بمقدمة تشتمل على حياة المؤلف أبي محمد عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي، وآثاره، ومنهجه في تأليف الكتاب. ثانياً: بضبط أسماء الأعلام والأماكن والبلدان وغيرها. وضبط الشواهد الشعرية، وشرحها، وتعيين بحورها، والتعريف بالأعلام غير المترجم لهم في الكتاب ما أمكن، مع الإحالة إلى أهم المصادر التي ترجمت لهم. ثالثاً: قام بتزويد الأعلام المترجم لهم بعدد من الكتب التي ترجمت لهم ما أمكن. وبتزويد الكتاب بمجموعة من الفهارس الفنية التي تساعد القارئ وتمكنه من الرجوع إلى مواد الكتاب بسهولة ويسر. إقرأ المزيد