تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ابن هانئ الأندلسي المولد والنسب والنشأة والوفاة: هو محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم، ينتهي نسبه إلى المهلب بن أبي صفرة. ولد ابن هانئ بقرية من قرى إشليلية تدعى "سكون" سنة 326هـ، وقيل سنة 320هـ، والأولى هي الأدق، وكان يكنى أيضاً أبا الحسن.
نشأ ابن ...هانئ في أحضان العلم والأدب، فقد كانت إشبيلية إذ ذاك قمة زاخرة بالحضارة والثقافة. فنهل منها ما نهل حتى أتم تأدبه في دار العلم بقرطبة. وإضافة إلى شاعرية ابن هانئ، وعلم كعبه في هذا المضمار، فإنه كان ملماً بعلوم أخرى من مثل علم الهيئة، ثم إنه كان حاذقاً في فك المعمى.
حظي ابن هانئ عند صاحب إشبيلية حظوة حسنة، ومال إلى اللهو والمجون، وغالى في أمره حتى أبهم بالزتدقة أو بمذهب الفلاسفة. وذكر أن ابن هانئ كان معتقداً بإمامة الخلفاء الفاطميين في المغرب. وتبدو في شعر ابن هانئ نزعة إسماعيلية بارزة، حتى نقم عليه أهل المدينة، فأشير إليه بالنزوح فرحل إلى إفريقية والجزائر، فاتصل أول ما اتصل بجوهر قائد جند المنصور الفاطمي، فمدحه وأثنى عليه، ثم تقرب من المعز بن المنصور إليه، وأغدق عليه الأعطيات، وكان له فيه مدائح كثيرة جداً سنعرج عليها في الديوان.
ديوان ابن هانئ الذي طبع غير مرة، فقد شرحه الدكتور زاهد علين وسماه "تبيين المعاني في شرح ديوان ابن هانئ"، وإلى جانب هذه الطبعة هناك طبعات أخرى، لكل واحدة منها ما يميزه. وإذا قرأنا الديوان فإننا نقف على أمور مهمة، تفيدنا في فهمه وإدراك غوامضه، أولاها: أن الديوان في معظمه مدح.
ثم إن القصائد التي حوتها دفتا الديوان معظمها قصائد طويلة ولا نعدم وجود بعض المفردات والنتف والمقطعات. ومجموع هذه جميعاً قارب المئة. أما ممدوحوه، فعلى رأسهم يأتي المعز لدين الله، وله جل المديح، ثم يأتي قاشئد جنده جوهر فابن واسول أمير سجلماسة، وابو علي جعفر بن فلاح الكتامي وغيرهم.
ومهما يكن من أمر فإن لأشعار ابن هانئ ميزة لا يمكن تجاوزها أو إغفالها اتسمت بالنفس الطويل لقصائده التي وصل بعضها إلى مئتي بيت من الشعر. إضافة إلى التمكن من اللغة والتاريخ وعلم الأنساب والقصائد، مما يجعل منه بحق متنبي المغرب والأندلس، وإن كان يحاول تقليده في المعاني والمباني.
وبالنظر لأهمية ديوانه هذا فقد تم الاعتناء بطباعته من جديد وبتحقيق متنه حيث تركز الجهد الذي بذل فيه على قراءة الأصول جميعاً وتصحيح الأخطاء في الضبط والطباعة وغير ذلك. شرح المفردات الصعبة مما يجدر أن يطلع عليه قارئي، بحيث يتناول الشرح وفهم المعنى تناولاً سهلاً. الترجمة للأعلام الواردة في الأشعار ترجمة وافية. التعرض لبعض المصطلحات والبلدان والنبات وغيرها، بشيء من التعريف. التمثل ببعض الآيات الكريمة والأشعار والأمثال في الشرح اللغوي مما أتى به الشاعر محمولاً على المعنى ذاته. إقرأ المزيد