السلام الداني ؛ المفاوضات السورية - الإسرائيلية
(0)    
المرتبة: 38,754
تاريخ النشر: 01/11/2005
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: يتوفر في غضون أسبوع
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:تتحدد الدولة الحديثة وفق مقومات جغرافية وتاريخية وثقافية وسياسية، وغالباً ما تتداخل هذه العوامل لتصنع السياسة الخارجية لبلد ما.
لكن سورية، ذات الإرث التاريخي العريق والفريد، لم تكن لها في كثير من الأحيان أن تختار بذاتها سياستها الخارجية، ففضلاً عن وقوعها في المجال الحيوي لنزاع الأحلاف الدولية والاستعمارية التاريخية كحلف ...بغداد، فإنها بموقعها التاريخي وزخميها الثقافي والديني حكم عليها أن تقع فريسة للمحاور العربية أيضاً في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، بين محور سعودي مصري وآخر عراقي أردني، كل يسعى لخطب ودها والتأثير في قرارها.
وفوق ذلك كله، أتى تأسيس "دولة إسرائيل" في أيار/مايو 1948 ليجعل الاستقلال السوري الناشئ مضطرب الحدود وغير واضح المعالم ومتوجساً باستمرار من عدوٍ بدا في البداية أنه غير مكترث به لكنه أصبح بعد حرب 1948 ثم حرب 1967 حقيقة مؤلمة، ولا سيما أنه أصبح ينتقص جزءاً من الأرض السورية التي ما لبثت أن تحولت في الوعين القومي والوطني إلى رمز وطني لا بد من استعادته.
وتمت عملية إعادة بناء السياسة الخارجية السورية وفق صراعها مع "الكيان الصهيوني" حرباً أو سلاماً، وتم ترتيب الأولويات السورية وفق هذه السياسة، فالتحالفات الدولية يتم الدخول فيها أو الحوار معها بناءاً على قربها أو بعدها من هذا "العدو" كالعلاقة مع الاتحاد السوفياتي سابقاً، والتوازنات والمحاور الإقليمية يجري تنضيدها وتأليفها لمواجهة هذا "العدو التاريخي" أيضاً كتشكيل جبهة الصمود والتصدي عقب توقيع مصر اتفاقيات كامب ديفيد. لذلك يصح القول إن السياسة الخارجية السورية تتحدد وفق الموقف من "إسرائيل" وموقف العالم منها، إنها سياسة تقوم على معادلة بسيطة تقول "عدو عدوي صديقي"، أما "صديق عدوي" فعلينا أن نحدد أولاً درجة صداقته ونسبتها ثم نحدد بالتالي درجة صداقتنا له ونسبتها وقد انسحب ذلك التقييم على علاقة سورية مع الدول العربية والغربية أيضاً.
يدرس هذا الكتاب بشكل رئيسي السياسة الخارجية السورية تجاه "إسرائيل" منذ ثلاثينيات القرن الماضي، أي فترة تأسيس الكتلة الوطنية في سوريا التي ترافقت مع اتصالات "بريئة" مع بعض أعضاء الوكالة اليهودية في فلسطين وحتى الوقت الحالي، لكنه يركز بشكل رئيسي على مفاوضات السلام الثنائية التي عقدت بين سوريا و"إسرائيل" بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، كما أنه يطمح في الوقت نفسه إلى قراءة العلاقات السورية-السوفياتية والسورية-الأمريكية التي لا يمكن تتبعها من دون معرفة الموقف السوري من "إسرائيل" وطبيعة العلاقة التي حكمت كلاً من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية بـ"إسرائيل".
ثم يغوص الكتاب عميقاً في تفاصيل المفاوضات السورية-الإسرائيلية منذ مدريد وحتى توقفها في آذار/ مارس 2000 بعد لقاء جنيف الشهير بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، لكنه وبالوقت نفسه يعالج المواقف المتبدلة والمتحولة للولايات المتحدة الأمريكية من سوريا، بين سعي الأخيرة لإنشاء علاقة جيدة ومتوازنة مع أمريكا، وبين سعي الولايات المتحدة إلى استجلاب سوريا إلى معسكر السلام الذي من شأنه -إن تم- أن يرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط.
فالكتاب إذاً يطمح إلى تحقيق أكثر من عنوانه (المفاوضات السورية-الإسرائيلية)، إنه يرغب في قراءة السياسة الخارجية السورية منذ الثلاثينيات وحتى الوقت الحالي، كما أنه -يقرأ بتركيز أكبر عقد التسعينيات من القرن العشرين "العقد الضائع" في تاريخ سوريا، والذي يشكل فترة تاريخية حاسمة ومهمة من فترة حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وإذا كان الكتاب يتكيء في عموده الفقري على المنهج التاريخي في قراءة التطورات والأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية المتلاحقة والمتتابعة فإنه وبالوقت نفسه حاول أن ينفتح بقدر الإمكان على دمج التحليلين السياسي والإعلامي في رؤيتهما التاريخية مع المحافظة في الوقت نفسه على الصرامة العلمية والتوثيق الأكاديمي الدقيق.
والكتاب يشكل عملياً الرواية السورية الأولى عن المفاوضات السورية-الإسرائيلية بعد عديد الروايات الغربية والإسرائيلية التي قدمت من قبل رابينوفيتش وسافير وكوبان وسافي وروس ومعوز وأندرلاين وغيرهم وجميعهم حاول تقديم رواية خاصة بها من موقعه الخاص سواءً أكان مشاركاً في المفاوضات أم باحثاً مهتماً بعملية السلام في الشرق الأوسط. إقرأ المزيد