النقد العربي القديم ؛ نصوص في الاتجاه الإسلامي والخلقي
(0)    
المرتبة: 49,387
تاريخ النشر: 01/10/2005
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:إن النصوص المجموعة بين دفتي هذا الكتاب من مصادر تراثية كثيرة ومتنوعة، ولنقاد مختلفي المشارب والنزعات، وليسوا فقط "من رجال الدين والأخلاق والحكام" بل كثير منهم من الأدباء والشعراء "ونقده الأدب" المتخصصين، هي -على كثرتها- غيض من فيض مما يحفل به تراثنا الأدبي والنقدي.
وهي تهدف إلى غرض أساس، وهو ...ترسيخ أقدام الاتجاه الإسلامي والخلقي في النقد الأدبي، وإبراز هذا الاتجاه -الموجود المجهول، أو المتجاهل- إلى ساحة الدراسات الأدبية، وذلك لعدة أسباب: أولاً: محاولة غير قليل من الدارسين المحدثين، تغييب هذا الاتجاه، أو تضعيفه، أو زعم عدم وجوده أصلاً في تراثنا النقدي، مما يخالف موضوعية البحث، واستقصاء الظواهر المدروسة استقصاء حقيقياً. ثانياً: أصالة هذا الاتجاه في تراثنا النقدي، وأهميته في دراساتنا المعاصرة، لأنه يمثل عقيدتنا وهويتنا الفكرية والثقافية. ثالثاً: أصالة هذا الاتجاه في النقد عامة، لأنه مصدر قوة للأدب، وتوجيه له حتى يكون نشاطاً مؤثراً فعالاً، يأرب بتحقيق رسالة ذات أبعاد إنسانية، واجتماعية، وخلقية، فالأدب ليس نشاطاً عبثياً، والأدباء مهندسون للعقول والضمائر، وهم من رادة الأمة، والرائد لا يكذب أهله.
وبالعودة لفهرس هذا الكتاب نجد أن نصوصه قد قسمت بحسب القضايا والأفكار التي أثارتها -خمسة فصول، جمعت في تقسيمها على هذا الأساس المنهج التاريخي والمنهج الموضوعي.
وقد جاءت الفصول الخمسة على النحو التالي: الفصل الأول: وكان عنوانه (ملامح النقد الخلقي في العصر الجاهلي) واندرجت تحته نصوص تمثل ثلاث قضايا. نصوص تحدثت عن مكانة الشاعر العربي في العصر الجاهلي، والدور الخلقي الذي كان ينهض به، وارتباط منزلته، التي شبهها بعضهم بمنزلة النبي في الأمم، بالرسالة القبلية النفعية التي يؤديها.
نصوص تحدثت عن تأخر منزلة الشاعر منذ أواخر العصر الجاهلي، وعن سقوطه عن تلك القمة التي كان يتربع فوقها، وذلك مرتبط كذلك بخروج الشاعر عن الوظيفة النبيلة التي كان يؤديها.
نصوص تحدثت عن مواقف خلقية للشعراء أنفسهم في تصورهم للشعر، ووظيفته، وكرامة الشاعر، وترفعه عن بعض أغراض الشعر التي يمكن أن تزري به، أو تحط من قدره، فترفع بعض الشعراء عن المديح أو الهجاء، أو التفحش في القول، وتأله بعضهم، وعف وصدق، وأبدى إعجابه بما وافق الحق والخير والأخلاق الفاضلة من الشعر.
الفصل الثاني: وكان عنوانه (النقد الإسلامي في عصر صدر الإسلام) وقد جمعت فيه نصوص تمثل، موقف القرآن الكريم من الشعر والشعراء، ومن الكلمة وأنواعها، وخطرها، وبعد أثرها، كما عبرت عن ذلك بعض آياته الكريمة. موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر والشعراء، وما أثر عنه من أقوال ومواقف، تبين التصور الإسلامي للكلام، وتضع أسسه الواضحة، وتقوم ما اعتراه من آفات وعيوب، وما انزلق إليه الشعراء من زيغ وانحراف، وتدعو إلى تجنيد الشعر في خدمة العقيدة، وقيم الإسلام. مواقف للخلفاء الراشدين، وبعض الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء في هذا العصر.
الفصل الثالث: وكان عنوانه (النقد الإسلامي بعد عصر صدر الإسلام، عند غير المتخصصين)، وقد رصد هذا الفصل نصوصاً من العصرين الأموي والعباسي وغيرهما لنقاد غير متخصصين، أي نقاد لم تكن بضاعتهم النقد الأدبين ولا كان هو وكدهم الأول، ولكنه كان نشاطاً معرفياً من أنشطتهم، ولا يعني ذلك الغض من قيمة هذه النصوص، أو التهوين من شأنها، إذ كان تذوق الأدب، وفهمه، والإحساس بفصاحة القول وفنيته سليقة عند القوم، وكثيراً ما اقتبس النقاد المتخصصون بعد ذلك من هذه الآراء أو بنوا عليها بعض الأحكام والنظرات.
وقد مثلت النصوص المجموعة في هذا الفصل: أ-أقوالاً للخلفاء والولاة والقواد الأمويين والعباسيين وغيرهم. ب-أقوالاً للعلماء والفقهاء والمتذوقين. ج-أقوالاً للشعراء.
الفصل الرابع: وكان عنوانه (النقد الإسلامي والخلقي بعد عصر صدر الإسلام: نقد المختصين) وقد ضم نصوصاً للنقاد المتخصصين بدءاً من القرن الثاني الهجري وما بعده، عندما صار النقد صنعة لها أصول ومعايير، يمارسها قوم تفرغوا لجمع الشعر واللغة، وتصنيف الكتب والمؤلفات.
ضمت نصوص هذا الفصل: أ-آراء نظرية في موضوع العلاقة بين الشعر والدين، أو الشعر والأخلاق. ب-آراء في وظيفة الشعر. ج-آراء في قضية الصدق والكذب. د-آراء في سلوك الشاعر، وتوجهه الفكري، وأثر ذلك في الحكم النقدي عليه.
الفصل الخامس: وكان عنوانه (النقد الإسلامي والخلقي بعد عصر صدر الإسلام: نقد المتخصصين التطبيقي) وهذا الفصل متمم للفصل السابق، فهو يمثل آراء النقاد المتخصصين، ولكنه في النقد التطبيقي، أي في أحكام هذه الطائفة من النقاد على معاني الشعراء، استحساناً واستقباحاً، وقبولاً أو رفضاً، انطلاقاً من المعيار الديني ولخلقي، ومدى التزام الشعراء ذلك أو خروجهم عليه.
ولذلك ضمت نصوص هذا الفصل آراء تمثل: أ-استحسان النقاد لنماذج الشعر الموافق للدين والأخلاق. ب-استقباح النقاد لنماذج الشعر الخارج على الدين والأخلاق. ج-تحرج بعض النقاد -بسبب هذا التوجه الإسلامي والخلقي- من رواية شعر المجون والسفة، أو تغييرهم لروايته. إقرأ المزيد