تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار البشير للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"حسناً! عما ستبحث إذن؟ سأبحث عن هذه الأميرة وبداخلها عن جمال الشمس وعن كل نجوم السماء تبعاً لما قاله سيدي.. لأنه ولا أنا لم نرها مطلقاً.
لكن ألا يبدو لك أن أناس توبوسو -إذا عرفوا أنك هنا بغية إغواء سيداتهم يمكن أن يكسروا ضلوعك بالهراوات دون أن يتركوا أي مكان ...سليم بجسمك؟
نعم، سيكونون محقين بالفعل. أوه! أوه! لماذا أبدأ بالبحث من منتصف الظهيرة حتى الثانية ظهراً عن العيون الجميلة الأخرى؟
قال "سانشو" هذا المونولوج مع نفسه الذي كانت نتيجته تغيير رأيه فجأة. قال لنفسه: "يا إلهي، كل الآلام لها علاجها. رأيت في مناسبات عديدة أن سيدي مجنون حتى ارتبط به وبصراحة لن أبقى معه على العكس تماماً إنني أكثر حماقة لأنني أصطحبه وأتبعه وكان يجب تصديق المثل القائل: لا مع من ولدت ولكن مع من يدفع وإن كان مجنوناً.
عند قراءة كتاب "دون كيشوت"، نتلمس مدى ثقافة "سرفانتس" التي تنضح من خلال بطله الأساسي وسائسه، وقد قالها مراراً: "أنا وكتابي واحد". كانت هذه الرواية بمثابة محطة في تاريخ الرواية الإسبانية خاصة والرواية العالمية عامة، فقد هدمت كل ما سبقها، وفتحت أبواباً ونوافذ لكل ما جاء بعدها.
تعتبر رواية "دون كيشوت" مدخلاً لرومانسية بشكل عام، فأثرت على العديد من العقول العظيمة. فأبله "دستويفسكي" صورة من صور "دون كيشوت" وليس بعيداً عن روحية "روميو وجولييت" عند شكسبير... إنها فعلاً، رواية خالدة، وقد صنفت أدبياً من بين أربعة أعمال عالمية خالدة هي: الإلياذة "لهوميروس"، والكوميديا الإلهية "لدانتي"، وفاوست "لغوتيه"، و"دون كيشوت" لسرفانتس.
هكذا بكل بساطة وعفوية، دخل "سرفانتس" إلى أعماق الوجود البشري بما فيه من تناقضات وأهواء ومثل... فناقش عمق الفلسفة من خلال البطلين "سانشو ودون كيشوت" فيبرزان وكأنهما الجسد والروح يناقشان جدلية الحياة التي تنتهي، يتساميان حيناً، ويتصلان جسداً وروحاً بعد انفصال الشخصيتين، فنرى "سانشو" ينسى حكم الجزيرة ليعود إلى "دون كيشوت" ثم نعود لنشهد هذا الأخير يرى كل ما حوله فراغاً إذا حاول الابتعاد عن صديقه السائس، الذي أضحك الحزين، وأبهج العاشقين وتعجب منه الحاذقين والمفكرين... إقرأ المزيد