تاريخ النشر: 01/08/2005
الناشر: دار الفكر العربي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:"هبط الليل فلاحت لإيما فجأة النجوم المتألقة في السماء، وكان وجه رودولف يظهر وسط هذه الأنوار المتلألئة، وأخيراً تبينت أنها أضواء البيوت تشع وسط الضباب! وجدت نفسها على شفير هاوية فخرقت صدرها الحسرات! ثم حملتها البطولة إلى دنيا من الغبطة فداحت تحث الخطى في المنحدر حتى وصلت إلى الصيدلية.
لم ...يكن هناك أحد، فهمت بالدخول لكنها فضلت التسلل من الحاجز وحيث تلهث وتتقدم نحو عتبة المطبخ، ورأست "جوستاف" يجعل إحدى الصحاف، فقالت في نفسها: "أنهم يتناولون العشاف، فلأنتظر"، ورأته يعود إلى المطبخ، فطرقت زجاج النافذة... فخرج. المفتاح... مفتاح الحجرة العليا... حيث يوجد... ماذا؟ وراح ينظر إليها، وقد أدهشه شعوب وجهها الذي يشق بياضه أعماق الليل.
وبدت له رائعة الجمال، وشعر بالرهبة دون أن يعرف ما كانت تريد، لكنها استعادت كلامها بصوت عذب يذيب القلب: أريد المفتاح، أعطني إياه! وزعمت إنها تريد أن تقتل بعض الجرذان التي تحرمها الثوم... ودخلت الردهة المؤدية إلى المختبر... وتقدمت فوراً إلى الرف الثالث... فتناولت الزجاجة الزرقاء، وانتزعت فتحتها ثم ادخلت فيها يدها، وأخرجتها ممتلئة بمسحوق أبيض سرعان ما راحت تأكله... جلست إلى مكتبة، وكتبت رسالة أغلقتها على مهل، وسجلت عليها التاريخ والساعة، ثم قالت بصوت مبتهج: ستقرأها غداً، وأرجو منك أن لا تطرح على أي سؤال... وتمددت على فراشها... وراحت تستبين ألمها... لكنها لم تكن تشعر بألم... وقالت في نفسها: "آه ما أسهل الموت، سأنام وينتهي كل شيء".
هكذا يصور الروائي غوستاف فلوبير نهاية ايّما مدام بوفاري في رائعته هذه التي ورغم مرور الزمن عليها؛ إلا أنها ما زالت تلك القضية العاطفية التي تصدر في طبعات جديدة جيلاً بعد جيل. إقرأ المزيد