تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:للشعر العربي دور كبير في إعطاء صورة واضحة المعالم عن حياة العرب ومدى ما وصلوا إليه من مستوى فكري وثقافي واجتماعي، هذا إلى جانب ما كان للشعر من أهمية في حفظ اللغة وإحيائها، ولذلك نشط الرواة والعلماء في جمعه وتدوينه فجمعت الدواوين وصنفت المختارات العشرية، فكانت المعلقات ثم المفضليات ...التي اختارها المفضل الضبي، وهي قصائد طوال، ولكنه لم يرتبها على أبواب خاصة، ويبدو أن تلامذته هم الذين سموها بالمفضليات نسبة إلى المفضل ثم الأصمعيات نسبة لمؤلفها. هذا وإن السمة الأساسية التي تشترك فيها المفضليات والأصمعيات هي أن المختارات\ فيها لم تقم على أساس من النظر إلى جانب فني أو موضوعي قدر قيامها على الجانب اللغوي واهتمامها بالجانب الفكري الذي يبدو واضحاً أن العالمين توخيا في اختيارهما للنصوص التي تطرح القيم الأخلاقية العربية، رغم اختلاف اتجاهاتهما الموضوعية من فخر وحماسة ومديح وهجاء ورثاء ووصايا. ولعل الباعث التأديبي في اختيار المفضل هو الذي يقف وراء هذه الحقيقة، أما اختيار الأصمعي فإنه عني بالجانب نفسه عندما وضع في هدفه تكملة المفضليات أو تقليدها؛ فاتفقت النتيجة رغم اختلاف البواعث.
وكتابه حماسة أبي تمام الذي نقلب صفحاته، يمثل الحلقة الرابعة في تاريخ الاختيارات بعد الملقات والمفضليات والأصمعيات، ولكنه أول اختيار جرى على تبويب معاني الاختيار. وهو أول اختيار أطلق عليه صاحبه اسمه. فأبو تمام هو صاحب تسميته بالحماسة؛ كما جاء في المؤتلف والمختلف. حيث يقول عندما ذكر المثلم بن عمود التنوخي "وأنشد له الطائي في اختياره الذي سماه الحماسة". ولقد سمي أبو تمام اختياره هذا باسم الحماية وهو اسم أوسع أبواب الكتاب.
ولقد نالت الحماسة إعجاء الأدباء والعلماء، ونسج العلماء والأدباء على منوال أبي تمام وقلدوه في حماسته. هذا وقد دفع إعجاب الناس بحماية أبي تمام إلى القول: بأن أبا تمام في اختياره أشعر منه في شعره". وقال المرزوقي: "وهذا الرجل لم يعمد من الشعراء إلى المشتهرين دون الإغفال ولا من الشعر إلى المتردد في الأفواه الحبيب لكل داع، بل هو اعتسف في دواوين الشعراء جاهليتهم ومخضرمهيم وإسلاميهم ومُوَلِّدِهم، واختطف الأرواح دون الأشباح، واخترق الأثمار دون الاكمام، وجمع ما يوافق نظمه ويخالفه لأن ضروب الاختيار لم تخف عليه، وطرق الإحسان والاستحسان لم تستتر عنه، حتى أنك تراه إلى البيت الجيد فيه لفظة تشينه فيجبر نقيصته من عنده، ويبذل الكلمة بأختها في نقده، وهذا بيّن لمن رجع إلى دواوينهم فقابل ما في اختياره بها...".
ولأهمية حماسة أبي تمام فقد حظيت من عناية العلماء بما لم يحظ به أي كتاب من كتب الاختيارات التي سبقته، وقد كثرت شروح الحماسة وتنوعت مناهجها، فمن شرح معنيّ باللغة، وشرح معنيّ باستقصاء مناسبات الحماسة وآخر معني بالجانب النقدي في دراسة الحماسيات.
والشرح الذي بين يدي القارئ اسمه كما ورد في صحيفة العنوان: كتاب الحماسة لملك الشعر ابي تمام حبيب بن أوس الطائي وشرحها لأبي العلاء أحمد بن سليمان التنوخي المصري. ويقول المحقق بأن الحظ الذي كتبت به العبارات المفيدة بأن الشرح هو لأبي العلاء المعري هي مختلفة كل الاختلاف عنها الحظ الذي كتب به المحظوظ نفسها، إلا أن العنوان على الصحيفة دعا الناس القدماء للاعتقاد بأن الشرح لأبي لعلاء المعري ويرى المحقق أن الشرح ليس لأبي العلاء لأسباب فصّلها في مقدمة هذا الكتاب. إقرأ المزيد