مسيرة الشهيد رفيق الحريري
تاريخ النشر: 01/07/2005
الناشر: المركز الثقافي اللبناني
نبذة نيل وفرات:لم يعرف لبنان في تاريخه الطويل رجل دولة يحمل مشروعاً طموحاً وكبيراً بحجم المشروع الذي حمله الرئيس الشهيد، للبنان، خاصة أنه حمل هذا المشروع الطموح في أصعب المراحل التي عرفها لبنان في تاريخه، ألا وهي خروجه من حرب طويلة دمرت البشر والحجر، وتركت لبنان الأخضر موشحاً بالسواد. لقد بدأ ...منذ انسحاب قوات العدو التي اجتاحت بيروت لؤلؤة الشرق، حملة كبيرة لتنظيم الشوارع والطرقات خاصة المنطقة التجارية فيها، من أجل ترميمها وإعادتها إلى ما كانت عليه، لكن عودة الصراع الداخلي إلى الانفجار أوقفت العمل ودمرت ما كان باقياً.
رأى الشيخ رفيق عندها أن إعادة إعمار لبنان يجب أن تبدأ أولاً بإنهاء الحروب الداخلية، لإزالة آثار الحرب من النفوس قبل إزالة آثارها عن الأرض.
عمل الحريري أولاً على إنهاء هذه الحرب بالنصوص عبر العمل الدؤوب ولقاء جميع الأطراف، حتى أنجز دستور لبنان الجديد الذي عرف باتفاق الطائف. بعد إقرار اتفاق الطائف، جاء الرئيس الشهيد بكل قدرته المالية والإدارية والمؤسساتية إلى لبنان. بدأت مؤسساته أولاً بالعمل على تضميد الجروح عبر تقديم المساعدات العينية إلى كل بيت في لبنان، سواء في ذلك الفقراء أو الميسورين لأن الحرب طحنت الجميع. لم يكتف بذلك بل خرجت مؤسساته بآلياتها لإزالة آثار الحرب من الشوارع والطرقات والأبنية المدمرة التي كانت ساحة الصراع بين أفرقاء الحرب.
جنّد لذلك وعلى نفقته كل القوى العاملة والقادرة، وخاصة الشباب الذين حرم أكثرهم من متابعة دراسته بسبب انعدام القدرات الاقتصادية لدى الكثير من عائلات لبنان فأوفد وعلى نفقته الخاصة الآلاف منهم للدراسة والتخصص سواء داخل لبنان أو خارجه، عبر المنح والقروض، هذه القروض التي لم يطالب أصحابها بتسديدها إلى الآن.
لم يكتف حبيب بيروت بذلك، بل تقدم بمشروع لإعادة إعمارها لتعود لؤلؤة للشرق وبسمة على شفتيه وتاجاً يزين جبينه، وبعد إقرار المشروع في المجلس النيابي بدأت ورشة عملاقة لم يعرف لبنان أو العالم مثيلاً لها إلا إعادة إعمار باريس بعد الحرب العالمية، رغم أن نسبة الدمار في بيروت كانت أكبر بكثير.
لم يرد الرئيس الشهيد أن يكون هذا المشروع عملاً فردياً، لأن بعض المغرضين بدأوا يتحدثون عن الاستئثار وغير ذلك من الاتهامات الباطلة، فدعا إلى حملة اكتتاب عامة بأسهم الشركة التي أسست لإعادة الإعمار، اندفع الناس للمساهمة كل حسب قدرته وطاقته ثقة بأبي بهاء خاصة أهل بيروت الذين احتضنوه برموش عيونهم كما احتضنهم قلبه الكبير.
هذا المشروع الطموح للبنان حجراً وبشراً، على عكس ما يزعمون من اهتمامه بالحجر، وإهمال البشر، أثبتته الأيام كما أثبتت أن اللبنانيين يعرفون من يحب هذا البلد، ويعمل لنهوضه، ومن لا هدف له إلا تهديم إنجازات الآخرين التي يعجز عن القيام بمثيلاتها، ويكتفي بالثرثرة السياسية مطلقاً الاتهامات، خصوصاً أن الرئيس الشهيد لم يلقي إلى هذه الاتهامات بالاً، أو يعطيها الاهتمام، فالهم الذي كان يحمله أكبر، وهو بلسمة جراح كل اللبنانيين، وإعادة توحيدهم معاً في ورشة بناء لبنان الجديد. والوقت الذي يعطيه لبناء لبنان أهم من أن يضيعه في الرد على أمثال هذه الحملات التي لن تضرّ إلا بأصحابها.
رفيق الحريري الذي يعرفه اللبنانيون رئيساً لمجلس وزرائه، لم يولد في أسرة تملك الملايين، والإقطاعات فتفضل بفتاتها على الناس ثمناً لكرسي يمتطيه طريقاً للحكم، بل نشأ في أسرة متواضعة وعمل بكد كأكثر شباب الشريحة الاجتماعية التي كان ينتمي لها لمتابعة تعليمه، ثم عمل بجهد أكبر لتحقيق طموحاته في زمن كانت الفرصه فيه متاحة للكثير من شباب لبنان في العالم العربي، وكان لكل مجتهد نصيب.
في هذا الجزء "من الميلاد إلى الاستشهاد" والذي يليه من الأجزاء التسعة-والتي جاءت تحت العناوين التالية: المؤسسات، الحكم والمسؤولية، الرحلات الدولية، تصريحات الرئيس، آراء وموافق، نشاطات الأسرة الاجتماعية والإنسانية، من قتل رفيق الحريري، الاغتيال وردود الفعل، الوداع الأخير-سيتم التحدث عن الرئيس الشهيد ومشاريعه بالكلمات والأرقام وبالصورحيث تم إرفاق المجلدات العشر ب2 فيديو cd تشرح وتتحدث عن الرئيس الشهد وإنجازاته. إقرأ المزيد