الحركات الأصولية الإسلامية في لبنان
(0)    
المرتبة: 81,972
تاريخ النشر: 01/07/2005
الناشر: دار مختارات
نبذة نيل وفرات:تشكل الأصوليات، سياسية كانت أن دينية، ظاهرة منتشرة بين مجتمعات اليوم لتحسبها في مذاهب متعصبة منغلقة على نفسها وبالتالي متجهة نحو الصراع الحتمي.
وتعتبر الأصولية المنغلقة من الأخطار الكبرى التي تعصف بكل مجتمع إذ لا يمكن حل أية مشكلة في مجتمع ما انطلاقاً من معتقداته الجامدة. ويكمن خطر الأصولية في ...عدم تقبلها للحوار وعدم الاعتراف بهوية الآخر. والأخطر من ذلك الأصولية العمياء التي تقول الدين -أي دين كان- تبريراً لمواقف متطرفة بعيدة كل البعد عن روحه، إنه وضع خطير لا سيما وأن أبطال "الهوس الديني" هم شباب من الجيل الجديد.
إن الصراع اليوم لم يعد صراع أجيال بل صراعاً داخل الجل الواحد، صراعاً بين من يغلق نوافذه على العالم وبين من يستمر في المحافظة على علاقاته المنفتحة على مختلف الحضارات.
ومن المبررات الهامة لاختيار هذا البحث هو أن موضوع العنف السياسي يعتبر من أدق المواضيع وأكثرها إشكالية وإثارة للجدل في عالمنا المعاصر، لأنه يمس أهم المؤسسات في المجتمع وهي مؤسسة الحكم والدولة، ويتناول العلاقة بين المجتمع والنظام الحاكم والموقف الذي يجب على المجتمع أن يتخذه تجاه السلطة.
ونظراً للثقل السياسي والجماهيري الهام الذي تتميز به بعض الحركات الأصولية الإسلامية. وبحكم إجماعها على رفض التسوية مع إسرائيل مقابل إجماع معظم الأنظمة العربية على القبول بها في مناخ من الاحتضان الدولي القائم حالياً، مظللاً بمحاولات تعبوية أممية ضد ما يسمى "خطر الأصولية الإسلامية" تحت شعار "محاربة الإرهاب"، واستناداً إلى دور المؤثر الذي تلعبه الحركات الإسلامية في تقرير مستقبل التسوية ونوعها وامتداداتها، باعتبارها -أي الحركات- انبثاقاً أصيلاً لا مجرد ظاهرة احتجاجية عابرة. وهكذا فقد تم اختيار هذا البحث الذي شمل عرضاً لهذه الحركات وخاصة من يمتلك منها مشروعاً سياسياً، وفاعلية على مستوى الشارع الإسلامي، وعلى المستوى السياسي اللبناني. هذه الفاعلية التي تحددها الأحداث التي تجري وتتلاحق يومياً على الساحة اللبنانية والتي تلعب فيها القوى الإسلامية دوراً مميزاً، كونها تطرح مشاركة إسلامية فاعلة على مستوى القرار السياسي والعسكري.
من هذا المنطلق، يقتصر هذا البحث على معالجة التيارات الدينية الإسلامية ذات المنحى السياسي والإيديولوجي دون التيارات الأخرى ذات المنحى الديني الإيماني الصرف.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا البحث، لا يهدف إلى الغوص في أصوليات العالم، بل يقتصر على الأصولية الإسلامية في الشرق الأوسط ولا سيما في لبنان، وما تتركه هذه الحركات من بصمات على المجتمع اللبناني في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وبهذا فقد تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول. الفصل الأول هو البحث عن أسباب ظهور الأصولية الإسلامية في العالم العربي بوجه عام وفي لبنان بوجه خاص. ويركز الفصل الثاني على الأسس النظرية للأصولية الإسلامية ورؤية تجلياتها المختلفة والمتناقضة أحياناً ومصدر الاختلاف والتناقص. أما الفصل الثالث فيركز على الحركات الأصولية الإسلامية في لبنان والقواسم المشتركة للرؤى فيما بينها. ويعالج الفصل الرابع من خلال بحث ميداني تم تنفيذه عام 2002-2003، كيفية اختراق الأصولية الإسلامية صفوف الشباب، وما إذا كانت تشكل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وقودها الوحيد. أما الخاتمة، فهي شرح نقدي لفكر الأصولية الإسلامية مظهرين فوائدها ومساوئها من ناحية علمية. بالإضافة إلى معالجة أسباب التطرف والعنف السياسي. إقرأ المزيد