الاعتراف الأخير ؛ حقيقة البرنامج النووي العراقي
(0)    
المرتبة: 1,944
تاريخ النشر: 01/07/2005
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:يتناول هذا الكتاب نواة التراجيديا العراقية التي تتعاقب فصولها منذ بداية الثمانينيات ولا تزال. ليس فقط لأن موضوع برنامج التسلح النووي العراقي-وهو بدوره "نواة" برنامج أسلحة الدمار الشامل- وهو "العقدة" في هذه المأساة، إنما أيضاً لأن مؤلفيه العراقيين -الدكتور جعفر ضياء جعفر والدكتور نعمان النعيمي- العالمين النوويين هما الأبرزان ...في تاريخ الجهد العربي لتأمين راده نووي يحمي الأمن الاستراتيجي العربي من الترسانة النووية الإسرائيلية، هذا من الزاوية العلمية الاستراتيجية، كما هما البطلان الرئيسان، الفاعلان الأهم، في سلسلة الأحداث هذه وتعاقباتها وتداعياتها.
يحكي هذا الكتاب البدايات الجنينية لمشروع البرنامج النووي العراقي مع سنوات الصبا الأولى لعراقيين أحسنت تربيتهما وطنياً وقومياً وعلمياً، ليشبا على الطموح العلمي ويصلان معه إلى نيل درجة الدكتوراه، ولينمو طموحهما السياسي وسط ظروف داخلية أبسط ما يقال فيها أنها معقدة. لهذا فإن كتاب الاعتراف الأخير: قصة البرنامج النووي العراقي يأخذ القارئ بجاذبية التناول الإنساني، بشفافية اجتماعية وثقافية، نحو إدراك أبعاد ما جرى من البداية إلى النهاية -إذا جاز تعبير النهاية ونحن بصدد صراع لا يزال مستمراً- حيث يمتزج المشروع العلمي الاستراتيجي بالفاعلين البشر، بمستوياتهم وملكاتهم المختلفة. في بعض أجزائه يصل إلى حدود التشويق الذي يصنعه عرض سينمائي أخرجه عبقري في مجاله، وفي بعض أجزائه يصل إلى حدود الطرح العلمي المجرد بما ينطوي عليه من تقانات وتقنيات، ولكنه في كل الأحوال يشكل متابعة دقيقة ومخلصة من خلال الذكريات ومن خلال الوثائق، وحتى من خلال المشاهدات الخارجية للرحلة الطويلة الشاقة التي قطعها برنامج العراق النووي من المخططات الأولية إلى المختبرات... حتى قاعات الاجتماعات الأمنية والاستراتيجية ومناقشات المنظمات الدولية ومداخلات المخابرات بمقاصدها الخطرة.
ربما نستطيع أن نؤكد أن هذا الكتاب، بميزة الحضور المباشرة في تطورات هذه المأساة الكبرى، يكشف أكثر من أي كتاب آخر من الأسرار والمعلومات عن برنامج العراق النووي وما رصد ضده ولتدميره من طاقات ومصادر، وعن الشخصيات الدولية التي شاركت في الصراع من قريب أو من بعيد. ثم عن عمق واتساع المعاناة التي ألمت بالشعب العراقي طوال سنوات الصراع على هذا البرنامج وضده.
لهذا -فضلاً عن الأسباب السياسية والاستراتيجية الكثيرة الأخرى- سيبقى هذا الكتاب مرجعاً لسنوات وحتى لأجيال تالية لكل من يريد أن يفهم ما حدث ليفهم ما سيحدث ويستعد له ويهيئ طاقاته كي لا تتكرر أخطاؤنا وكي لا يسهل على العدو أن يدفع بنا إلى المهاوي ذاتها. إن من أفضل خصال هذا الكتاب أن مؤلفيه خصصا القسم الأول منه لتحديد أهدافهما من وراء تأليفه في صيغتين، الأولى بالإنكليزية والثانية بالعربية.
إننا نؤسس يقيناً أن هذا الكتاب سيبقى مرجعاً لأجيال عربية قادمة -من العلماء والسياسيين والنشطين السياسيين، وطبعاً الساسة ورجال الدولة وراسمي السياسة وصانعي القرار- لسبب يفوق كل الأسباب الأخرى أحقية وأهمية، وهو أنه يعكس تشبث المؤلفين بالأمل -حسب تعبيرهما- "بقلب عامر بالإيمان وعقل موقن بالحقيقة: إن العراق بعظمة شعبه، رغم الخطوب، وخلفيته الحضارية التاريخية، هو أقوى من أن يستكين للكوارث، وسيعود يوماً بلاد للشمس من جديد لتزول الغيوم السوء وبقايا دخان الحروب، ولا يقدم لنفسه وجيرانه والعالم إلا ما ينفع الناس".نبذة الناشر:من كلمات البداية يقول المؤلفان: "رأينا من واجبنا تسجيل الحقيقة كما نعرفها، ولا سيما في مجال التسلح النووي. فقد كنا على مدى تسعة أعوام نطوي الليل والنهار مع مجموعة طيبة من العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين، نسعى لإنجاح برنامج نووي عراقي بجهد وطني خالص. ثم قضينا أربعة عشر عاماً أخرى نصارع مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية...".
والقصة كاملة -قصة هذا البرنامج النووي الحقيقية- ترد تباعاً بعد هذا، مفعمة بالمرارات والأخطار والتحديات، بداياتها انتصارات علمية أمنية، وخواتيمها مؤامرات مخيفة بأبعادها الدولية تكشف تصميماً متصلاً على تدمير إنجاز عربي علمي واستراتيجي غير مسبوق، تستخدم فيها كافة الوسائل، بالأخص أشدها ضراوة وتخريباً وإبادة.. وأكثرها التقاءً مع أهداف العدو الصهيوني وعلمائه وجنرالاته وقواته.
هذا كتاب جدير بأن يعد كتاب الساعة فهو يتناول أحداثها وأبعادها وتداعياتها وقضاياها... لكنه أجدر بأن يعد كتاب التجربة والمستقبل، لأن فيه كل ملامح الأزمة العربية الراهنة في أقصى أخطارها-الخطر الاستراتيجي الأمني- وفيه الردود على التساؤلات التي شغلت العالم بأكاذيب "أسلحة الدمار الشامل" العراقية التي استخدمت مبرراً أول وأكبر لغزو العراق واحتلال ونهب ثرواته النفطية والعلمية والثقافية، فيه "مفاتيح أسرار الحقيقة"، وعلينا واجب أن نعيها كشرط لتجاوز التجربة نحو المستقبل العربي الذي تبدأ بدايته الجديدة عندما تنتهي محنة احتلال العراق. إقرأ المزيد