العقل في حريم الشريعة - العقلانية عند الشيخ محمد عبده
(3)    
المرتبة: 65,948
تاريخ النشر: 01/06/2005
الناشر: دار قرطاس للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يسعى الباحث بعمله هذا إلى تسليط الضوء على جانب هام في إنجاز محمد عبده وبشكل خاص في حقل تجديد العقل الأصولي الإسلامي بمعناه الابستمولوجي أو المعرفي، ومحاولة تشغيل آلياته وتطويرها واستثنافها في زمن ساد فيه التقليد والجمود. تلك هي مسوغات الباحث في اختياره مفهوم (العقلانية في فكر محمد عبده) ...مجالاً لبحثه.
وسوف يستخدم الباحث منهج التحليل النقدي أساساً لدراسته. والتحليل النقدي هنا بمعنى فكّ الموضوع الذي يتناوله بالبحث وتقتيته إلى عناصره الأساسية، سواء أكان فكرة في الذهن أم قضية من قضايا المنطق أمن جملة من جمل اللغة أن واقعة من وقائع الحياة. ولكن التحليل النقدي في هذا البحث لن يكون منفصلاً عن التاريخ، فالمنهج التاريخي سوف يكون رديفاً لمنهج التحليل النقدي بحيث يكمل أحدهما الآخر بصورة يتماهى فيها الموضوع التاريخي بالموضوع التحليلي، فلا هو بالتاريخ الخالص ولا هو بالتحليل المتفرد بالعمق، ولكنه مزيج من الاثنين يضعنا قبالة التاريخ والمعرفة في آن واحد.
ونستعرض في ما يلي برنامج البحث بشكل مختصر، يقدم تصميمه العام بصورة تحليلية. فقد احتوى هذا العمل على أربعة فصول، بالتتابع الآتي: الفصل الأول: ثقافة محمد عبده، يتناول المصادر الثقافية والمعرفية المتنوعة لمحمد عبده بشيء من التفصيل وهي التي استقاها من روافد فكرية مختلفة (عربية وإسلامية أوروبية)، مما كان له الدور الفعال في بلورة أفكاره، وبناء لبناتها الأساسية، وذلك للإحاطة بالأسس الفكرية التي استخدمها عبده في تأسيس تصوره العقلاني.
الفصل الثاني: أصول المعرفة عند محمد عبده، ينبري هذا الفصل للبحث في نظرية المعرفة أو أصول المعرفة عند محمد عبده، وبيان حدودها والعلائق بينها وذلك لكي نتمكن من تحديد طبيعة النزعة العقلانية عنده. وهذه الأصول أو المنهجيات المعرفية الأربع هي: 1-المعرفة الحسية. 2-المعرفة العقلية، 3-المعرفة الوجدانية. 4-المعرفة عبر الوحي (النقل).
الفصل الثالث: العقلانية وتجلياتها عند محمد عبده، يبحث في هذا الفصل عن العقلانية في فكر محمد عبده وتجلياتها أو فعالياتها أو مظاهرها عنده، وتحديد ماهية هذه العقلانية، وما هي طبيعة الموضوعات التي تمتد إليها آفاق العقل عنده، وبالتالي تجربة الوعي النظري العملي لديه.
الفصل الرابع: نقد وتقويم، أما هذا الفصل، وهو الفصل الأخير، فيعني بمناقشة الآراء والانتقادات التي وجهت لعقلانية محمد عبده من قبل جملة من الباحثين والدارسين لفكرة عبده، ومدى اتفاق أو افتراق هذه الآراء إزاء هذه النزعة العقلانية.نبذة المؤلف:يعيد الفكر العربي، وقد ولج الألفية الثالثة للميلاد، تقومي ما أنجزه عبر مئة عام، تألقت فيها الثقافة العربية وبلغت معدلاً عالياً وكثيفاً من معدلات حيويتها التي لم يشهد تاريخها مثله إلا في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي الذي عدّه المستشرق الألماني آدم متس (1869-1917) بحق قرن النهضة في التاريخ الفكري العربي الإسلامي.
وتحتل (الإصلاحية العقلانية) موقعاً هاماً في مراجعات هذا الفكر وتأصيله لنفسه ورهاناته المتعددة، في عصر "تعولم" فيه العالم، بقدر ما انبعثت فيه الهويات الثقافية والحضارية المختلفة، وتستحيل قراءة تلك الإصلاحية بمعزل عن شخصية الشيخ محمد عبده (1849-1905) وإنتاجه، وقد عرف باسم آخر مشع هو "الأستاذ الإمام"، وهو ما يفسر كثافة الدراسات العربية والاستشراقية التي عنيت بإنتاجه ورهاناته، ويشير إلى عقلانية محمد عبده لا زالت حاضرة وراهنة ما دمنا نستعيدها بكل هذا الجدل، وليس صدور هذا الكتاب، الذي يوافق مرور 100 عام على ولادة الشيخ محمد عبده، إلا مظهراً من مظاهر الاهتمام المركزي بأكبر عملية تحديث قامت بها الإصلاحية العقلانية الإسلامية في وعي النخب العربية المعاصرة خلال عصر النهضة العربية.
إن استعادة الشيخ محمد عبده بعد هذه السنوات إنما هي تحية لعقله النقدي والمسائل والشجاع في مرحلة تحتاج فيها ثقافتنا إلى العقل النقدي كله. إقرأ المزيد