خواطر السنين سيرة معماري ويوميات محلة بغدادية
(0)    
المرتبة: 8,005
تاريخ النشر: 01/06/2005
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:تتألف هذه الخواطر والتي تسرد سيرة ومسيرة المهندس محمد مكية من ثلاثة فصول وملحق، الأول اختص بالحديث عن طفولته، وما فيها من مسرات وأوجاع وخواطر البيت والمحلة وملاعب وحكايات الحب الأولى، أسرة مكية في الدار والسوق والمجتمع، وحياة المحلة البغدادية الاجتماعية والدينية، وتفاصيل الحياة المدرسية من المدرسة الابتدائية وحتى ...المدرسة الثانوية، وموجعات اليتم المبكر، وهواجس الأم وأحزانها، وبهذا غطى هذا الفصل فترة العشرينيات، والنصف الأول من عقد الثلاثينيات.
بينما شغلت حياة الاغتراب الفصل ا لثاني في الكتاب، فبين مغادرة بغداد بسيارات النيرن والعودة بالطائرة فترة أحد عشرة عاماً، بدأت بالدراسة بلندن ثم جامعة ليفربول ثم جامعة كامبردج، وما صاحبها من تفاصيل الحرب العالمية الثانية التي عاشها الطلبة الأجانب معاً مع الشعب البريطاني، وما جذب صاحب الخواطر إلى أسواق الكتب والتعرف على رفيقة العمر أم كنعان، فترة قصيرة بعمر الزمن لكنها عاصرت خمسة ملوك، مثلما يحلو للدكتور مكية وصفها.
أما الفصل الثالث فشغلته تفاصيل العودة إلى بغداد وما فيها من تقدم وتراجع في العمل والحياة، وما تمكن من تحقيقه وما رفض له من مشاريع تخص إعادة إعمار بغداد وتسديرها بحزام أخضر، وتأسيس جمعية الفنانين العراقيين ثم مشروع جامعى الكوفة المدني، وهو مشروع خطط له من قبل جماعة من علماء ومثقفين العراقيين ليكون كيان جامعي من نمط جديد كيان تنموي وتعليمي، يهدف إلى تحقيق اللامركزية، وإصلاح شبكة قنوات الري المندثرة بعد الزمن البابلي والساساني.
وعندما يحدثك محمد مكية عن حضارة العراق تحضر أمامك مشاهد سومرية ما زالت تملأ الطين، حياة المعبد ومدى إنسانيته ومركيزتيه، والملك يشارك شعبه بحمل طاسة الطين، وكلما زاد الكاهن بضربه ازداد عشر الملك عدالة ومتانة, كذلك عندما يحدثك عن بغداد تخضر أمامك السفن العباسية والحمامات والمكتبات، ورواق دار الخلاقة، ورسومات الواسطي. ورغم كل هذا لا يبدو مكية تراثياً بقدر ما يبحث عن زمن أفضل للعراق وبغداد، أخبرت به الرقم الطينية السومرية وكتب التاريخ العباسي، ويشدك إلى تلك المشاهد بتقديمه ومصالحة مع الزمن، اكتشف حسنات هذا الماضي عند دراسته في الجامعات البريطانية، التي تنافست في دراسة الحضارة العراقية القديمة، في الوقت الذي وصل فيه مكية إلى لندن وهو لا يعرف الفارابي ولا ابن سينا، ولا شيء عن كوديا.
اختلط في هذه الخواطر تاريخ المدنية والمحلة والسوق والدار، وهي أقرب إلى عرض تجربة حياتية، صاحبها النجاح والفشل، وبقدر ما نال نجاحاً شخصياً وسمعة عمت العراق والبلدان العربية وامتدت إلى أوروبا عبر الصلاة مع معماريين عالميين إلا أنه ما زال يعاني من ألم الفشل في تحقيق حزام أخضر لبغداد، ومشروع المدينة الجامعية للكوفة، وإقامة ميدان يمتد من بوابة جامع الخلفاء إلى جبهة النهر، يغطيه شجر النخيل، وإعادة تخطيط طرق ومحلات بغداد، وأن يجعلها تحت ظلال غابات النخيل.
أحلام إنسانية ذات رومانسية عالية، هي ليست مستحيلة التحقيق لكنها ما زالت خارج الزمن العراقي، وبعد الملل من انتظار اللحظة المناسبة أخذ مكية الحالم يبحث عمن يتولى بعثها في قرن مقبل أو ألفية مقبلة! وعندها ستكون بغداد جنة تتعالى حتى على مجدها العباسي.نبذة الناشر:اختلطت في "خواطر السنين"، مذكرات المهندس المعماري محمد مكية، مع تاريخ مدينة بغداد. وهي أقرب إلى عرض سيرة شخصية وتجربة حياتية للكاتب وللمدينة معاً، صاحبهما النجاح والفشل. وبقدر ما أن الكاتب حاز نجاحاً شخصياً كبيراتً وصيتاً واسعاً عم أرجاء العراق والعالم العربي وامتد إلى أوروبا عبر صلاته التي وطدها مع معماريين عالميين، إلا أنه ما زال يعاني ألم الفشل في تحقيق حلمه في إنشاء مشروع المدينة الجامعية للكوفة، وإقامة ميدان يمتد من بوابة جامع الخلفاء إلى جهة النهر وإعادة تخطيط طرق بغداد ومحلاتها وأن يظللها بأشجار النخيل.
أحلام إنسانية ذات رومانسية عالية. ليست مستحيلة التحقيق، لكنها ما زالت خارج الزمن العراقي. ولعل الملل من انتظار اللحظة المناسبة لتحقيق هذه الأحلام، هو ما دفع مكية "الحلم" إلى أن يبحث عمن يتولى بعثها في قرآن قادم أو حتى ألفية قادمة! عندها ستكون بغداد "جنة خلد" تتعالى حتى على مجدها العباسي. إقرأ المزيد