تاريخ النشر: 01/06/2005
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:"...يحنو عليه شقاء العصور وتبكي الدهور بلا أدمع، يضم ثرى الأرض منك النجيع ويعبق بالأضوع المفجع، وذاك الزمان وسرّ الزمان، لغير ضريحك لم يخشع، فأنشأ وراء السنين العجاف، ونسغ تبارك في الأضلع، مررت بكل العصور العجاب، خطرت وئيداً ولم تسرع، وكنت رجاء العيون الضماء وشوق الغريب إلى المربع، وهبت ...الحياة لتعطي الحياة تسابقت للموت لم تجزع، ووجهك عطر الضياء الندي تألق في الأرحب الأوسع، سقوك اليباس وأنت الربيع تنزل من خالق مبدع، ولم يرهق الذكر منك السنين، تظهر ذكرك من منبع".
حسين وجيه فران شاعر يتأنق الشعر العربي معه، في المشاهد القصصية حيث ينهض الإنسان، سيد الدراما، في آفاق القصيدة وفي جذورها، وتظل صور، حاضرة البحر، مرساه ومنفاه إلى اللامتناهي.
المعنى في شعره -النثري، الحر، العمودي معاً- هو معاناة لا يتسع لها الكلام لذا نراه منذ بداياته في الستينات وحتى اليوم يشخص نفسه على مسرح خياله القلق، ويأخذ من غابة الكلمات العربية أرزها، ولا تكون قصيدة عنده إلا بعد أزمة معاشة. من هنا كان خطابه الشعري مرآة حياته، لا خيلاته. وكانت المشهديات الشعرية حكايات حبه للأنثى حين يحلو ذهبها لعينيه المسحورتين بما لا يقال وما يذاق، كما كانت حكايات أرضه -وصوره- وقومه، ومدائن عربية لا يخفي هواه القومي ولا انتماءه الإنساني إليه.
في كل قصيدة من قصائده شخصان: هو وآخر، وأحياناً قد يكون ألآخر هو بالذات في قصيدة "الحسين" مثلاً، يتماهى حسين صور وحسين الطفوف في كربلاء عربية متواصلة، فلا نعود نعرف -لولا شفافيته- مع أي الحسينين نتحاكى، ولا مع أية الفاطمتين نتباكى!
وها هي أعمدته مجموعة أناشيد قلبية من عالم يتهاوى رماده، إلى عالم أحوى، تتشاهى طيوره الحبيسة في "بئر عصافير" هذا الواقع الأرضي المهيض، إلى هواء حر، إلى دولاب هواءٍ يغزل النفس البشرية على مغزل أنفاس تلعب هواءها بحرية. إقرأ المزيد