باسم الأب... بشار الأسد، السنوات الأولى في الحكم
(5)    
المرتبة: 13,008
تاريخ النشر: 01/05/2005
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقول الكاتب اليهودي "إيال زيسر" في جزء من كتابه "باسم الأب بشار الأسد" وفي معرض حديثه عن سورية في لبنان بعد صعود بشار: "لقد ترافق صعود بشار الأسد إلى السلطة، كما سبق وذكرنا، بشكوك غير قليلة لجهة قدرته في الحلول محل والده. وبشكل، كان متوقعاً، كان لبنان الميدان الأول ...الذي خضعت فيه زعامة بشار للامتحان. أولاً، في ظل دعوات التحدي التي بدأت ترتفع في لبنان ضد التواجد السوري في الدولة. وثانياً، في ظل استئناف نشاط حزب الله ضد إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2000، والذي كان من شأنه، حسب تخوف الكثيرين، من الجر باتجاه مواجهة عسكرية بين إسرائيل وسورية. ولم يكن لبنان بمثابة أرض غريبة لبشار، إذ أنه تمّ إسناد الإدارة الدائمة للتدخل السوري في لبنان، وخاصة تأمين استمرار تواجد دمشق وسيطرتها في الدولة، بين يديه منذ أواسط التسعينيات كجزء من مسيرة تأهيله. ولكن كان يبدو للكثير من اللبنانيين أن بشار يريد الدمج بين الأسلوب التعليمي، الذي يقوم على تعليم اللبنانيين كيفية إدارة أمورهم بأنفسهم، وبين الطريقة البيروقراطية والتكنوقرايطة، والتي تقوم بالأساس على إصدار التوجيهات من خلال الافتراض أنه سيتم تنفيذها حرفياً. وكان يبدو كذلك أن بشار يستخف بأهمية العلاقة الشخصية كوسيلة لإدارة الشؤون اللبنانية السورية في لبنان. وبالفعل وفي أعقاب نقل المسؤولية على الشؤون اللبنانية إلى يد بشار، سارع مقربوه إلى الإعلان عن نيته "وقف حملة الحج التي تقوم بها الشخصيات اللبنانية إلى دمشق، ومن الآن فصاعداً سيكون على اللبنانيين حل مشاكلهم بأنفسهم، وعدم عرضها للتحكيم والحسم في سورية. وكانت نتيجة لذلك حالة قطيعة بين القيادتين السورية واللبنانية، والتي وجدت تعبيرهاً عنها في ازدياد حدة الخلافات الداخلية بين السياسيين اللبنانيين، الذين استمروا في عرضها على دمشق للحسم فيها، وفي بعض الأحيان، بعد أن تكون قد انفجرت. فقد اكتشف بشار إذاً أن كل محاولة للعمل في لبنان بواسطة مؤسسات السلطة-الرئيس ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب أو قادة الجيش، مصيرها الفشل، حيث أنه يثير بذلك التنافر الذي لا لزوم له بين وجوه الحكم، وحتى بين هؤلاء الذين يُعتبرون حلفاء واضحين لسورية. واضطر بشار في نهاية الأمر للرضوخ، واستقبل في مقره، مثل والده، وفوداً لا تنتهي من الوجوه اللبنانيين، الذين جاؤوا ليعرضوا عليه مشاكلهم وليستخدموه في صراعاتهم التي أداروها ضد بعضهم البعض، كما جرت العادة. إذاً، لقد انتصرت الثقافة السياسية اللبنانية على أسلوب بشار البيروقراطي. وعلاوة على ذلك، من المحتمل أن يكون بشار، وبنصيحة من والده، قد نجح في تقوية علاقاته مع عدد من الوجهاء اللبنانيين، ومن بينهم سليمان طوني فرنجية، حفيد سليمان فرنجية، والذي بدأ في أيامه، كما ذكرنا سابقاً، التدخل السوري في الشؤون اللبنانية".
تلك كانت قراءة الكاتب اليهودي إيال زيسر في صفحة من صفحات بشار الأسد في جزء من سنواته حكمه الأولى. وسواءً أكان لقراءته هذه خلفيتها السلبية أو الإيجابية، إلا أنه لا بد من متابعة قراءته هذه التي شملت أحداثاً ومنعطفات سياسية على الأصعد السياسية السورية والإقليمية والدولية، والتي عكست نظرة هذا الآخر اليهودي في السياسة السورية على وجه الخصوص وفي طريقة التعاطي فيها والتي وظفها الكاتب في تصوير العملية السياسية في منطقة من مناطق المواجهة مع العدو الإسرائيلي. ومن ناحية أخرى يذكر الكاتب بأن بحثه هذا لا يشكل محاولة لتقديم بيوغرافيا سياسية بالمفهوم الضيق للكلمة، بل هو محاولة لتغطية ما يجري في قمة السلطة في الفترة الانتقالية بين سورية حافظ الأسد وسورية بشار. وأما منهجية البحث، فجاءت على النحو التالي: يقسم هذا البحث إلى أربعة أقسام: التمهيد الذي يدور حوله الإرث الذي أبقاه حافظ الأسد خلفه، ويرسم صورة سورية في أيامه ويركز على الطريق المسدود، في الداخل والخارج، الذي وصلت إليه الدولة عشية وفاته. ويركز القسم الأول على الطريق الذي قطعه بشار إلى كرسي الحكم وعلى جهوده، وجهود والده لتأسيس وضمان مكانته كوريث، ويحاول هذا القسم كذلك رسم خطوط لشكل التصرفات الشخصية والسياسية لبشار، وكذلك خطوط لطبيعة التركيبة السياسية التي يقف على رأسها. أما القسم الثاني، فيستعرض إنجازاته (وبشكل خاص إخفاقاته) الداخلية، وأبرزها جهده الفاشل لإدخال إصلاحات في مجال السياسة الداخلية والمجتمع والاقتصاد. ويعالج القسم الثالث علاقات سورية الخارجية مع العالم، وخاصة مع الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 والحرب على العراق. ويجري التأكيد في هذا القسم على قضية العلاقات بين سورية وإسرائيل، والانعطافة التي طرأت على سياسة بشار مع انفجار انتفاضة الأقصى، ويستعرض هذا القسم كذلك تدخل سورية في لبنان والدور الذي تلعبه سورية على الصعيدين العربي والدولي منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.
الكتاب مثير، لكن على القارئ أن يتابع قراءته بحذر شديد إذ أن أغلب مواده توظف ضد سورية، والأهم أنها تتنبأ بما حدث في لبنان وخروج القوات السورية، مما يعني تورط الكاتب في الإشارة إلى اليد الخارجية التي امتدت لتعبث بالعلاقات السورية-اللبنانية، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب قد نشر بالعبرية دون باقي اللغات. وكاتب هذا الكتاب "إيال زيسر" معروف بأنه بكتب باللغة الإنكليزية عكس ما كتبه في هذه الكتاب وخصوصاً فيما يتعلق بدور الرئيس السوري بشار الأسد في حكم بلاده.نبذة الناشر:شكلت وفاة حافظ الأسد، يوم السبت العاشر من حزيران/يونيو 2000، في السبعين من عمره، نهاية حقبة في تاريخ سوريا الحديث، وقد وصف الأسد من قبل كثيرين، وهم محقون في ذلك، على أنه الأب المؤسس لهذه الدولة، أو على الأقل، الرئيس الأكثر تأثيراً في حياتها منذ حظيت باستقلالها، إذ ترك أثره على الكثير من مجالات الحياة إلى درجة أنه يمكن أن تقرن سورية، في عهده، به شخصياً.
وقد شغل مكان حافظ الأسد ابنه بشار، ولم تكن في هذا أية مفاجأة، ذلك أنه وخلال السنوات الأخيرة من حياته بذل الأسد الأب كل ما في وسعه من أجل أن يتأكد من أن ابنه هو من سيرته في كرسيه. ومع ذلك، فإن نقل السلطة من الأب إلى ابنه، ومهما كان سلساً وبعيداً عن الهزات، قد أثار الكثيرون إلى أن طريق بشار باتجاه السلطة بدأت في الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير 1994، عقب وفاة شقيقه الكبير باسل في حادثة طرق، وقد كان باسل حتى وفاته الابن المختار، الذي أعد لتحمل الأعباء الجسام.
لقد جاء صعود بشار إلى السلطة في الوقت الذي وقفت فيه سورية عند نفترق طرق -إن لم نقل عند طريق مسدود- مقابل سلسلة من التحديات، بعضها وجودية، على صعيد السياسة الداخلية والاجتماعية والاقتصادية. وبطبيعة الأمر، فقد وضع هذا الواقع علامة استفهام على قدرة نظام البعث السوري، منذ أن استولى الحزب على السلطة في الثمن من آذار/مارس 1963، على الاستمرار والبقاء على صيغته الراهنة، وكذلك في الحدّ الأدنى، على قدرة السلالة الأسدية، التي حكمت الدولة على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، على البقاء والاستمرار في الحكم، وذلك بعد أن رحل مؤسس السلالة. إقرأ المزيد