الجيش في العصر العباسي الاول 132هـ - 232هـ
(0)    
المرتبة: 123,079
تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:هذا بحث يقع في نطاق دراسات النظم لا التايرخ العام، وفي هذا ميزة لقلة من يتناولون دراسات النظم. وبخطو صحيح فإنه مهد لدراسة الجيش بالتاريخ السياسي للدولة العباسية منذ نشأتها وحتى نهاية العصر الأول، مبيناً في كل خطو موقع الجيش من الأحداث والتحولات وإسهامه في المواقف والمواقع باعتباره آلة ...الدفاع عن الدولة وآلة التوسع وعصب القوة والنفاذ.
وقد تتبع الباحث الفكر الحربي في المجتمع العباسي والخطط العسكرية استنفاراً والتحاماً، وكراً وفراً وتدريباً للجيش وإعداداً وتسليحاً. و قد وصف هذه الآلات ولوازمهم، والسفن الحربية وأجهزة الإمداد المختلفة. وهنا يبين نشأة السفن الحربية وتطورها وصناعتها وآليات القتال البحري ومراكز بناء السفن وتدريب رجالها وكيفية الاستعانة بالسفن في النقل والقتال وما اعتور في أمرها من تغيير وتعديل وتطور.
وبتفاصيل دقيقة ونفس متأنية تتبع كل تطور على الصعيد السياسي وصعيد صراع القوى وما يصاحب ذلك من موقع الجيش وفعاليته في التأثير على الدولة والاتجاه العام. وهذه جوانب مهمة لكل بحث يتناول تاريخ جيش باعتباره جسماً يتحرك ويتفاعل في مجتمع، ولكن الجانب الأساسي الذي يتركز عليه الطرف الأكبر من البحث هو موقع الجيش من الدولة تأسيساً وتطوراً واستجابة لما كان يقع من أحداث ثم أثر ذلك في بنيان الدولة وقوتها وضعفها وانعكاسه من بعد على المجتمع.
وبالحق فإن الجيش كان له دور أساسي في قيام الدولة العباسية وتطور أحداثها السياسية والتنظيمية والاجتماعية، فالعباسيون جاءوا إلى الحكم على أسنة الرماح، ولو لا هذه الرماح وتنظيمها لما تسنى لهم أن يهزموا الأمويين وأن يرتقوا سلم الحكم والبقاء فيه. وأن الحملة الدعائية ضد الأمويين وبحق آل البيت في الحكم والوعود التي غلفت بها الدعاوي العقدية وأطماع الحكم ما كانت لتثمر بدولة ذات غلبية لولا هذه الرماح والقدرة في تنظيمها ودفعها في جبهات القتال.
ومن بداية الدولة وحتى مجيء أبي جعفر المنصور ونجاحه في وضع يده على مقاليد الأمور كان قادة الجيش الخراسانيين هم الذين يوجهون سياسة الدولة.
ولقد تتبع الباحث هذا الموقع وكيفية التبدل بدقة كما تتبع العلاقة الدقيقة بين الخليفة والجيش وطموحات القادة العسكريين في السلطة وطموح الخلفاء للأنفراد بالحكم، أحياناً ضد المتنافسين للحكم من البيت العباسي، وأحياناً من العلويين، وأحياناً من الخوارج وأهل الدعوات والنزعات، وأحياناً من قادة الجيش. وكان أكبر إنجاز في الجانب الأخير هو القضاء على ابي مسلم الخراساني الذي كان يعتبر نفسه القوة الأولى حتى أنه سخر علناً من أبي جعفر. والقضاء على نفوذ البرامكة كان إنجازاً مؤمناً لسلطة العباسيين.
تتع الباحث الأحداث والتطورات خطوة خطوة وبشكل واضح ومستقرئ مبيناً كل الجوانب المتصلة والمؤثرة، ومنتقلاً من فترة إلى فترة، ومن عاصمة إلى عاصمة، ومن قصر إلى قصر. وهكذا يطلعنا على دواخل الخلفاء من إنشاء بغداد وسامراء ومعكسرات الجيش الكثيرة والقصور اتقاء من رجال الجيش، وكيف تعدلت الأحلاف من العرب إلى الفرس ثم إلى الأتراك -وفي كل الأحوال لم يكن الخلفاء في مأمن من تغول الطامعين- وأثر ذلك في بناء الدولة وديمومتها. وهو يقف في كل موقف ليبين دور الجيش وقياداته سلباً وإيجاباً.
هذه ما كان من أمر الجيش العباسي في بناء الدولة ومشاركته الفاعلة في كل أمورها وتطورها. ثم يأتي دوره في الدفاع عن الدولة، وقد تناول الباحث هذا الدور بتفصيل سواء كان في أطراف الدولة أو ما جاورها أو ضد الحركات العقدية.
لقد بذل الباحث جهداً علمياً قويماً استنطق المصادر والمراجع بأقوى ما استطاع وتتبع الأحداث والقضايا وبناء الجيش وكيانه في نسق علمي، ونجح في أن يصور وضع الجيش في العصر العباسي الأول كمنظمة ذات أبعاد تنظيمية دقيقة وقوة ذات فعالية. إقرأ المزيد