ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة
(0)    
المرتبة: 188,299
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة" هو كتاب يعدّ الخامس الذي يصف رحلة ابن رشيد، وقد تميز عن سابقيه مع الإفادات التي احتوى عليها، واللطائف التي ورد ذكرها به، والأسانيد التي تلقاها صاحبه عن الأشياخ وجمعها فيه، والتراجم العلمية التي حررها محمد ...ابن رشيد معرفاً بأعلام السنة ممن لقي بالحرمين الشريفين وبمصر والإسكندرية عند الصدور وأودعها به، يتميز بأمرين اثنين: أولهما أنه واسطة العقد لأن الغرض الأساسي من إنشاء ابن رشيد الرحلة بالنسبة إليه، وبالنسبة إلى غيره من المغاربة في عصره وقبل عصره وبعده، الوصول إلى البلد الحرام، والتشرف بالتنقل بين المشاعر العظام، والتمكن من أداء فريضة الحج التي هي أحد أركان الإسلام، وبل الأوام بزيارة مسجد خير الأنام. وإن هذا الجزء لا يصور يوميات المرحلة الكريمة الممتعة التي تصف وصول ابن رشيد إلى الحرمين الشريفين، ومدة إقامته بها، وتاريخ انفصاله عنها. فقد تمّ له ذلك بفضل الله سبحانه كما ذكر في هذا الجزء بالتوجه من دمشق إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم في الحادي عشر من شواء سنة أربع وثمانين وستمائة، والشوق محتدم والوجد غير مكتثم وهو يسأل الله التيسير ويعوذ به من التعسير.
وقد سلك لذلك مع الركب طريق الشام إلى المدينة المنورة. فمن ميدان الحصى بظاهر دمشق إلى بصرى الشام، ومنها إلى وادي الأزرق وإلى تبوك ثم السير إلى حجر ثمود ومنه إلى وادي القرى وعيون حمزة إلى أن وصل طيبة الطيبة. وكان الوصول إلى ظاهر المدينة ضحاء اليوم الثالث والعشرين لذي القعدة. فبقي بها أربع ليال وثلاثة أيام. فكان سفره منها إلى مكة المكرمة يوم السادس والعشرين منه. وفي طريقه إلى البلد الحرام مرّ بذي الحليفة وبوادي الصفراء وخليص وبطن مر التي بلغها في السادس من ذي الحجة. وفي الغداة دخل مكة، وبعد قضاء الوطر من سفره وتحقيق منية النفس وأداء الغرض عاد ابن رشيد إلى المدينة المنورة في اليوم الخامس عشر لذي الحجة وبلغها في الخامس والعشرين منه. ولم يمكث بها إلا ثلاثة أيام، ثم غادرها في الثامن والعشرين مستأنفاً الرحلة عائداً إلى بلده. وقد سافر منها إلى مصر مروراً بينبع والوجه وعيون القصب وبلغ عقبة أيلة في الخامس والعشرين من محرم سنة خمس وثماني وستمائة. فكانت إقامته بالحجاز وما حوله نحو أربعة شهور.
والأمر الثاني هو أن هذا القسم من الجزء الخامس المتعلق بحجه من طواف بالبيت العتيق، ووقوف بعرفة وعند جبل الرحمة، ودفع إلى مزدلفة، ومبيت بمنى يحكي تجربة ابن رشيد الشخصية التي كان دليله العلمي فيها الذي لم يغن عنه والذي يحاول تطبيق كل ما ورد به من آداب وأحكام هو كتاب صلة الناسك في صفة المناسك لأبي عمرو ابن الصلاح. فقد نقل منه في رحلته فقراً، وتعرض خلالها بالمناسبة إلى عدة قضايا فقهية وتاريخية فصّلها وعلّق عليها، مع ذكره لمشاهداته وأحواله في إقامة المناسك كلها. وهكذا اشتمل هذا القسم من الجزء الذي نقلب صفحاته على أخبار وأوصاف وتفصيل لحدود المشاعر موثق بنقول دقيقة من السيرة النبوية الشريفة، وكلام أصحاب المسالك وأقوال اللغويين مع ما دعته إليه المناسبات من ذكر لنكت الأدباء وعلماء النقد والبلاغة. وقد زاد من قيمة هذا الكتاب عملية التحقيق التي جرت عليه والمراعية للأصول المعتبرة في إقامة النص، وتمّ الحرص على المراجعة والمقابلة وعلى النقل بأمانة مع ترجمة للأعلام، والتثبت من المنقول بالوقوف على مصادرها، فتمّ بذلك تقديم هذا السفر على الوجه المطلوب. إقرأ المزيد