تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار المناهل للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الماء هذا الكائن الذي أجير على جمل جميع أسرار الحياة في صمت رهيب، هذا الكائن العجيب الذي مزح في أناقة فائقة بين القوة والرقة، بين العذوبة والتواضع، لا يتحرك إلا لصناعة الحياة دون مقابل، ولا ئين إلا إذا أحسّ بالمبالغة في تعذيبه، كأن يسقط بالقوة من السماء، أو تسلط ...عليه ضغوطات خيالية من قبل المضخات.
هذا الكائن الذي يضحي بصفائه ونقائه لتحيا أجسام أغلبها نجسةَ! متى يعرف الإنسان له قدراً؟ ربما يعرف هذا الإنسان قدر الماء، عندما تصبح الجرعة منه أغلى من الذهب، وأغلى من الدم، إن الكميات الهائلة التي تحيط بنا من مياه البحار والمحيطات وأغلب المجاري المائية السطحية، ليست صالحة للشرب، بل إن كمية المياه الصالحة للشرب منها ضئيلة، وضئيلة جداً، وهي في تقلص مستمر مع تزايد الطلب عليها.
حقيقة أخرى يجب أن لا تغيب عن ذهن الإنسان، وهي أن طرق التصفية والتحلية الصناعية -حتى الآن- لم تصل إلى النتائج المرجوة منها، سواء على الصعيد الكمي، أو على الصعيد الكيفي، ناهيك عن الصعيد الاقتصادي، هذا إذا لم تظهر مرتبات ضارة مستقبلاً متعلقة بطرق التصفية والتحلية الصناعية.
ربما بدت شكوكنا حول الطرق الصناعية في التحلية وهمية للبعض، إلا أنها في الحقيقة مبنية على معطيات علمية واضحة ومثبتة، ذلك أنه لا يوجد حتى الآن تعريف موحد لعبارة: الماء الصالح للشرب "بتعبير آخر، فإن عبارة الماء الصالح للشرب"، لا يقابلها أي قانون فيزيائي ثابت أو كيميائي ثابت، وإنما يستند تعريف الماء الصالح للشرب إلى جملة من المعايير القياسية، تختلف من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، في حدود معينة حددت على أساس الإحصاء والتجارب. وجملة المعايير التي يرتكز عليها تعريف الماء الصالح للشرب تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: المعايير الفيزيائية، المعايير الكيميائية، المعايير الباكتيريولوجية.
وفي هذا الكتاب يتعرض المؤلف للحديث عن هذه المعايير الثلاثة، بعد ذلك يتحدث عن شكل الطاقة في الماء وعن الطرق التي يتم من خلالها توزيع المياه على المستهلكين وبعبارة أخرى تصميم شبكات توزيع المياه. إقرأ المزيد