تاريخ النشر: 01/01/1959
الناشر: دار المكشوف
نبذة نيل وفرات:بنو ميشان كاتب فرنسي كبير، ومؤرخ مدقق، بعيد النظر، مرهف الحس، مشرق البيان، يحسن لغات عدة، منها الإنكليزية والألمانية، وله مؤلفات قيمة، أهمها "تاريخ الجيش الألماني" ويقع في جزئين ضخمين، و"مصطفى كمال"، و"ابن سعود" غيرها.
جذبته السياسة حيناً فانصرف إليها، وانغمس فيها حتى اتهم بالتعاون مع الألمان في أثناء الحرب ...العالمية الثانية. ولما أعلن رشيد عالي الكيلاني ثورته المعروفة في العراق سنة 1941 طلب مساعدة ألمانيا، فجرت المفاوضات بين بنو ميشان والمراجع النازية للاتفاق على مرور الطائرات المرسلة إلى رشيد عالي عبر سماء لبنان وسوريا، فلا تتعرض لها القوات الفرنسية المرابطة فيهما. وبعد إخفاق الثورة حكم بالإعدام على الكيلاني في بغداد، وعلى ميشان في فرنسا لسبب واحد هو: التعاون مع النازيين ضد مصالح الحلفاء.
وفي أواخر سنة 1957 قام ميشان بجولة واسعة في بلدان الشرق الأوسط استمرت حتى نيسان 1958، وانتهت في تركيا. وفي أثناء هذه الجولة اجتاز مسافة عشرة آلاف كيلو متر، وعايش أناساً من كل الطبقات، ومن كل المشارب والمذاهب، من أفقر الفلاحين المعدمين إلى أغنى الملوك والأمراء المترفين. نزل ضيفاً على ثلاثة ملوك ورئيسي جمهورية، وتحدث إلى ثلاثة أولياء عهد، وستة رؤساء حكومة، واثنين وعشرين وزيراً، وخمسة وثلاثين أميراً، وحوالي خمسين سفيراً.
درس وجوه الحضارة على اختلاف أنواعها، واختلط بالجماهير المتظاهرة، فكان ملاحظاً فهامة، ومراقباً مخلصاً لمهمته الأدبية والتاريخية، يتحرى عما يرى ويسمع، ويبحث عن الحقيقة وراء المظاهر التي تحجبها في بعض الأحيان. فكتب تأثراته وانطباعاته. ورجع إلى نفسه فأبدى رأيه في الشؤون والقضايا التي عرضت له. ووصف مشاهد الشرف فأبدع وأجاد، وكان في وصفه شاعراً محلقاً أدرك كنه الجمال، وتغنى بروعة الأضواء والألوان.
كل ذلك ضمنه بنوا ميشان كتابه: "ربيع عربي"، هذا الكتاب الحافل بالوصف البديع، والأحاديث السياسية الخطيرة، والنبذات التاريخية، والملاحظات القيمة، والمقارنات الغنية بالعبر.
ومن هذا الكتاب اختار "جورج مصروعه" نصوصهذة الطبعة من ربيع العرب ناقلاً إلى العربية أهم الأحاديث السياسية التي صرح بها "بنوا ميشان" لاعتقاده أن لهذه الأحاديث قيمة تاريخية هامة قلما يوجد لها مثيل من ما يقال وينشر عن القضايا السياسية المحيطة بمئة مغزى والمقنعة بألف مجاب. إقرأ المزيد