تاريخ النشر: 01/01/1949
الناشر: دار المكشوف
نبذة نيل وفرات:"إدغار بو" رجل عاش وأحب وقضى أيامه القليلة على أدين هذه البسيطة يرتاد منابع الإلهام الكبرى التي لا تغيض، ويبحث عن السعادة الروحية المثلى في قلب امرأة، حتى تحولت سيرته إلى "أسطورة" ترامى عيها المعلقون والمؤرخون والنقاد والأدباء والأطباء والفلاسفة والشعراء، كل يكتبها كما يشاء، ويعطي رأيه في جملتها ...وتفاصيلها، ويذهب مذهباً في تفسير بعض الظواهر وتأويل بعض التصرفات، يتنافى مع ما يذهب إليه غيره.
وهكذا... لا يستقر باحث في أمره على رأي، حتى يطالعنا آخر برأي يخالفه. وذاك هو شأنه منذ قضى نحبه أي منذ قرن كامل إلى يومنا هذا... فسيرته وحدها معرض آراء، وملتقى مذاهب، ومجموعة قيمة لمن يريد أن يفهم المرأة والرجل وأسلوب البحث التاريخي والنفسي والأدبي، والغرامي على الأخص.
سيجد النساء في هذا الكتاب أجوبة على أسئلة دقيقة معتاصة طالما ترددت في أذهانهن، سيجدن فيه الحقائق عارية لا يشوبها نصح أو توجيه أو بحث في الأخلاق والحقوق والواجبات، مما كان يعكر عليهم صفاء الفكر في درس أحاسيسهن، ووعي كثير من حالاتهن، وإدراك جملة من مواقفهن النفسية والشخصية والصحية والاجتماعية، وسيطلعن على أوضاع كن يجهلها في نفوس الرجال وتصرفاتهم.
وسيجد المؤرخون في هذه السيرة طرائق جديدة في جمع الحقائق والوقائع، وأسلوباً جديداً في درس الوثائق يؤدي إلى اكتشاف الباطن وراء الظاهر. وسيجد الشعراء في ادغار بو وألوان التجارب العاطفية والحيوية التي مر بها، أفانين في الاستيحاء والتأمل، تشعرهم بفقرهم المدفع حيال غنى الآخرين بالأحداث والعبر والآفاق الشعرية الخالصة التي تهز وتفتح وتبعث على الإبداع، وتحمل الشاعر على إنتاج البدائع الخالدة.
وسيجد النقاد عند ادغار بو وناقديه أن النقد لا يقف عند تحري الأخطاء اللغوية والنحوية، ولا ينتهي بإصدار أحكام عابرة على الأثر الأدبي، وإنما يغوص وراء الخفايا، ويتغلغل في صميم الأكوان الروحية والفنية، ويخلص من جولاته هذه إلى إلقاء الأنوار على الجمال المدفون، ونزع الطلاء البراق عن القبح المموه.
وسيجد القصاصون الذين مارسوا تأليف القصص وعنوا بالبحث فيما، وفي مشاكلها، أن القصة ما كانت لتكتسب ذلك اللون السحري الساحر على يد ادغار إلا لما سبقها من تجارب وآلام وحالات نفسية جعلته سيد من كتب قصة في الأعصر الأدبية الأخيرة. إقرأ المزيد