تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: مؤسسة الرحاب الحديثة
نبذة نيل وفرات:"علمتني الأفراح والأعياد، ومنحتني بعد الأسى ميلاداً، ما أنت إلا عندليب للهوى، جعل الدروب جميعها أوراداً، يا موقد النيران تحت أضالعي، إني بحبك لم أكون رماداً، أفديك من نهر على شطآنه، غرس الهوى لي مقلة وفؤاداً، تعال.. لنصنع للعاشقين حقولا.. من الحلم أبهى وأنعم، ومملكة للهوى والهيام، عليها تكون ...المليك المعظم، وأنهل منك رحيق الأمان، لأني بدونك قلب محطم، تخيرني الحب للعاشقين، وأسعدني في هواك المتيم".
لا يحتاج القارئ المتذوق للشعر إلى جهد أو عناء لكي يدرك أن "عزة رشاد" مؤلفة هذا الديوان لا تميل إلى الشعر الحر، وهي تقترب منه إلا على استيحاء، وهذا ما يؤكده شعرها الحر، على قلته وندرته، بل إن الشعر الحر عندها يكاد يقترب من الشكل المتوارث "العمودي" للقصيدة العربية، وهو الشكل الذي تنجذب إليه الشاعرة انجذاباً شديداً، وإن كانت تلجأ إلى تنويع القافية، وبصفة خاصة في قصائدها المطولة.
حين تتوالى أمامنا عناوين قصائد هذا الديوان، والذي ضمت عزة رشاد إليه عدداً من قصائد ديوانها الأول، يتأكد لنا أن هذه القصائد تكاد تكون قصيدة حب واحدة، ومن بين هذه العناوين "قلبي قصيدة عشق" وعيناك قنديلاي" و"لن أبوح" و"الشعر وحواء" و"ما ذنب الهوى"، و"صرح من خيال"، و"بتاريح الهوى"، و"لك أرخصت فؤادي" و"مرفأ القلب" و"تنويعات على ربابة القلب". وكل هذه العناوين مستقاة من الروح الرومانسية للشاعرة ذاتها، وممتزجة في نفس الوقت بقراءتها للشعراء الرومانسيين الكبار، وبخاصة شعراء "أبولو".
إذا كانت الأنثى في معظم قصائد عزة رشاد تبدو حيية، بصورة واضحة وجلية، على نقيض الأنثى التي تبدو متمردة وتريد أن تكسر الأشياء من حولها كما نرى عند شاعرات أخريات، فإن عزة رشاد تتمرد، هي الأخرى، على الحياء الأنثوي، وتتجلى متمردة بالفعل، ومعبرة بوضوح عن أشواقها التي تضج في أعماقها، ولكن بعيداً عن قصائدها، حيث يواجهنا هذا التمرد في خواطرها النثرية الزاخرة بصور شعرية نابضة، وكأن الشاعرة التي تؤكد "لم أبوح" في قصائدها، تعبر عن نفسها بحرية أكبر في خواطرها النثرية، حيث تبوح بكل وضوح. إقرأ المزيد