تجارب التكامل العالمية ومغزاها للتكامل العربي
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:دفعت التغيرات السياسية والاقتصادية التي اجتاحت العالم إلى قيام تجمعات الدول النامية بإجراء مراجعة شاملة أفضت إلى جيل جديد من اتفاقيات التكامل، يختلف في أسسه عن الجيل السابق الذي طغى عليه الاقتباس من التجربة الأوروبية، ولم تكن الدول العربية غائبة عن هذه التطورات، بل كانت من أوائل تجمعات العالم ...النامي التي أخذت بالتكامل الإقليمي المفضي إلى وحدة داعبت مخيلة الشعوب بعض الوقت. وبينما تظل تجاهد لإعادة بناء المنهج التقليدي الذي اتضح عجزه فيها، كما في تجمعات نامية أخرى عديدة، فإنها تقع فريسة الإقليمية الجديدة، ولكنها تتردد في إجراء مراجعة شاملة لمنهجها التكاملي. وثار في الوطن العربي، وفي أقاليم أخرى نامية، تساؤل حول أسباب نجاح المنهج التقليدي للتكامل في أوروبا وفشله في غيرها.
وانطوى هذا التساؤل عن افتراض ضمني بأن الفشل في تطبيق المنهج الذي ابتدعته الدول الأوروبية يقضي بإعادة النظر في التجارب الإقليمية لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف، واقتراح وصفات مناسبة للعلاج. غير أن السؤال الذي لم يطرح بالقوة نفسها هو: لماذا فشلت معظم محاولات الدول النامية لتطبيق هذا المنهج، بما في ذلك المحاولة العربية؟ ويلي هذا تساؤل آخر هو: هل التعديلات التي تتعرض لها التجمعات النامية، سواء ضمن حدودها الذاتية أو في إطار الإقليمية الجديدة قادرة على إخراجها من عثرة التكامل والتنمية فيها؟ ثم: هل ما يطرحه البعض من نبذ الإقليمية والأخذ بتحرير اقتصادي قطري بمؤازرة من المؤسسات الدولية والقوى الواقعة خلفها، أجدى في ظل قوى العولمة المتنامية؟ وهل حقاً المعيار الذي تنسب إليه قدرة ترتيبات التكامل هو نجاحها في التحرير المتعدد الأطراف للتدفقات الاقتصادية، وبخاصة السلع والخدمات ورأس المال كما تدعي المؤسسات الدولية؟
هذه الأسئلة ومثيلاتها شكلت الدافع لهذه الدراسة حول تجارب التكامل العالمية ومغزاها للتكامل العربي والتي تمّ تقسيمها وفق التقسيم القاري، بما في ذلك تخصيص قسم للتجربة الأوروبية وأخرى للتجربة العربية. تمّ تخصيص القسم الأول للحديث عن الخبرة الإفريقية في التعاون والتكامل الإقليمي، وجمع القسم الثاني بين تجارب آسيا وأوتيانوسيا والباسيفيكي وعرض القسم الثالث التجارب الأمريكية هذا وبحكم أن الدراسة موجهة أصلاً لتطوير التكامل العربي، فقد تمّ تخصيص القسم السادس الختامي والأخير تمّ عرض مشروع مقترح للتكامل العربي مع الابتداء بمنطلقات هذا المشروع، ثم معالمه الأساسية، والاختتام ببيان قضايا تطبيقه. إقرأ المزيد