أسس تقدم الوطن العربي في القرن الحادي والعشرين
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: منتدى الفكر العربي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يحتوي هذا الكتاب على مداولات ندوة منتدى الفكر العربي التي عقدت في عمان بتاريخ 8-9 كانون الأول/ديسمبر 2003. استعرض المشاركون في الندوة حالة الأمة العربية الراهنة وأسباب تخلفها، واستشرفوا بعض العوامل والأسس التي تؤدي إلى تقدمها.
وفي هذا الكتاب مساهمات لبعض الباحثين العرب، ومن هذه المساهمات ورقة للباحث د. حليم ...بركات عن الوضع العربي الراهن، ذكر فيها أن المجتمع العربي يعيش في ظل الأنظمة السلطوية في عجز تام عن مجابهة التحديات التي تواجهه، ويعاني من التفتت الاجتماعي والتجزئة القومية والتهميش الاجتماعي. ووصف الإنسان العربي بأنه مغرب ومغترب عن ذاته، ولا يجد مخرجاً من الحصار المضروب على حياته سوى بالمقاومة أو الخضوع القسري، والامتثال للسلطة المهيمنة على حياته، فيضطر يائساً للانشغال بتدبير شؤونه الخاصة، ويبدو مرتبكاً وكأنه "يسوق سيارة وهو يضغط على جهازي التوقف والانطلاق في الوقت ذاته".
وأكد أ. عدنان أبو عودة في تعقيبه على كلمة د. بركات أن الصورة العربية تبدو قاتمة ومهزوزة أمام التحديات الداخلية والخارجية التي تجتاح الأمة. كما عقّب د.الحبيب الجنحاني على كلمة د.بركات بأن فيها تعميماً كبيراً، وظلماً لأجيال ناضلت من أجل حقوق الإنسان العربي وتحريره من الظلم السياسي. واختتم تعقيبه بقوله: "لا تقدم ولا حداثة حقيقية دون تحديث سياسي".
ثم تبع ذلك مداخلتان، إحداهما عن كيفية تحقيق تقدم الوطن العربي من منظور نسائي للدكتورة بدرية العوضي طالبت فيها بإلغاء السياسات التمييزية ضد حقوق المرأة العربية التي تتعرض لها، لا سيما في دول الخليج العربي. والثانية للأستاذ جواد الحمد، وهي وثيقة للتفريق بين مفهومي الإرهاب والمقاومة، بعد أن طغى المفهوم الغربي الظالم بتسمية المقاومة العربية، خصوصاً الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي، بالإرهاب!
أما البحث الثاني في الندوة فكان حول رؤية واقعية للمستقبل العربي للدكتور محمد جابر الأنصاري، الذي استفاض في كلمته عن حالات التخبط والارتجال التي سادت الأمة العربية في القرن الماضي. كما بين صعوبة استشراف المستقبل العربي لقرن كامل. ودعا "الملايين العربية لأن تنهض من مقاعد المتفرجين إلى موقع العمل".
وعقّي د. إبراهيم عثمان بأنه لا بد لتحقيق تحرك عربي مستقبلي من ثورة في النظم التعليمية، وتهيئة الظروف السياسية و الاقتصادية التي يتمكن الإنسان العربي فيها من تحقيق إنسانيته وإمكانيته الفاعلة في مناخ من الحرية والديمقراطية.
ثالث الأوراق التي تضمنها هذا الكتاب ورقة د.عدنان السيد حسين عن منهجية تقدم المجتمع العربي وتطويره. ذكر فيها الكاتب أن المنهجية تفترض معرفة المشكلات القائمة في الوطن العربي دون تضليل أو إخفاء ومعالجتها وفق قواعد علمية. وبين أن الدولة العربية الحالية مختصرة في السلطة، وأحياناً تختصر السلطة في شخص المسؤول الأول. ونادى الكاتب بضرورة قيام الحكم الصالح، ومكافحة الفساد المستشري في المجالات كافة، وبالمساءلة والشفافية في أجهزة الدولة. وذكر أن السرطان الذي أصاب جسد هذه الأمة هو غياب الحريات والديمقراطية، فكان كمن "وضع يده على جرح الأمة العربية".
وأكد د.محمد الفنيش في تعقيبه على كلمة د.عدنان السيد حسين أهمية المنهجية والمنهج العلمي في تشخيص المشكلات العربية تشخيصاً دقيقاً وأهمية التجديد الثقافي. وبين أن مشكلتنا تتركز في الاختلاف بين النظرية والتطبيق.
وفي جلسة مناقشات المائدة المستديرة دعا أ.السيد يسين إلى الاعتماد على التراكم المعرفي، والاهتمام بالمشروع النهضوي العربي الذي يتبناه-جنباً إلى جنب مع جهات أخرى -مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت. كما سرد د.مهدي عبد الهادي تسلسل الأحداث في التاريخ العربي المعاصر على شكل محطات تاريخية، بدأها بهزيمة حزيران/يونيو 1967 وانعكاساتها على العالم العربي، وضمن حديثه نشوء ما يسمى بالخوف من الإسلام والأصولية وتحدي السلطة الأمريكية الإرادة الشعبية والدولية في احتلال العراق.
وكذلك جرى في المائدة المستديرة كثير من النقاش الصريح حول الأوضاع العربية الراهنة، من وجهات نظر مختلفة، تتراوح بين التفاؤل والتشاؤم. فبعضهم يسمي الاحتلال الأمريكي للعراق عدواناً استعمارياً، وبعضهم يراه تحريراً!
وكانت خاتمة هذه الندوة "إعلان عمان 2003"، الذي تضمن ملخصاً لأعمال الندوة، ودعوة لأن تلاقي توصياتها الاهتمام الواجب، لا سيما ما ورد في كلمة سمو الأمير الحسن بن طلال "نحو حركة شعبية وسطية عقلانية راشدة" التي دعا فيها سموه إلى تبني ما سماه "المنهج الوسطي العقلاني الراشد". إقرأ المزيد