تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: الرأي الآخر للدراسات
نبذة المؤلف:التجربة السياسية البحرينية الحديثة لم تكن ناشئة عن التحول القبلي البسيط نحو الحداثة والمعاصرة في مناخ ساكن، أو على سبيل نظرية التدرج الهادئ في مؤسسات المجتمع الأهلي إلى مراحل انتقالية متطورة، إنما نشأت عن سياقات سياسية تاريخية مريرة دامت مدة زمنية تزيد على القرنين. وكانت الظاهرة الخطيرة في هذه التجربة ...هي ذلك الموقف السياسي الأهلي المتخلي عن حصته التاريخية الكبرى في صناعة عوامل وأسباب هذا التحول لصالح موقف رسمي يبدو في ظاهره تحول بسيط متدرج عن عهد نظام القبيلة التقليدي إلى نظام الدولة المعاصرة مستثمر لفرص وصول مجتمع البحرين العريق إلى درجة يأس خطير كنتيجة طبيعية لسنوات الاستنزاف السياسي طويل المدى، ولفرص قيام أقطاب جديدة وتوازنان في مجلس العائلة الحاكمة نشأت مع وفاة الأمير السابق الشيخ عيسى آل خليفة. وهذه الظاهرة، بمقدار ما ساهمت بشكل كبير وجلي في جعل السنة الأولى من هذا القرن سنة التحول الأهلي نحو التكاملية في التنمية المجتمعية بمختلفة وجوهها وبما تشتمل عليه من نمو ديمقراطي مساهمة في تنفيس الاحتقانات السياسية، فإن الظاهرة هذه رجع لها المساهمة في تعزيز الهوان والضعف في بنية مشروع الإصلاح، وبنية مؤسسات المجتمع الأهلي، ورجح استحالتها إلى لون خاص من المؤسسات ذات صفة منسجمة تماماً مع تقليدية القبلية أكثر منها انسجاماً مع متطلبات الحداثة والمعاصرة التي تتميز بروح من العدالة والاستقلالية والشفافية وتبادل للنقد والنقد الذاتي. وعلى هذا الطريق يظل البحرين في أمس حاجة إلى تجديد وعيه وثقافته ومؤسساته على أسس ومناهج جامعة مانعة يتوجب اعتمادها بعد تقييم الأوضاع القائمة وخلاصتها. وفي إطار ذلك جاء هذا الكتاب للأستاذ "كريم المحروس" جزيرة بلا وطن محكماً.
وهو يضم بين طياته مجموعة مقالات انتظمت في فصلين: الفصل الأول عالج مشاهد هاجس تحديات بناء الدولة الحديثة التي سعى مجتمع البحرين إلى تحقيقها في مقابل قبلية وتقليدية جبلت على الدخول إلى هم الوطن من غير أبوابه حتى انتقلت هذه القبلية في حجرات الوطن من خلال وثيقة تعاقدية جرجر إليها مجتمع البحرين وهو مغمض العينين وبذهن أخذت منه سنوات القمع والإرهاب مأخذ عظيماً، فمهد ذلك إلى دستور 1973 الذي كان غرضاً نادت إليه غالبية أطراف المجتمع البحراني سبيلاً لوقف الانتهاكات السياسية وال/نية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي الفصل الثاني عالجت مشكل الوعي والتجديد السياسي والثقافي ومسائل المرجعية الدينية والسياسية وقضايا العولمة والإرهاب، وهي قضايا أساسية في صياغة العقل البحراني وأنساقه، وهي العامل المهم جداً في التحولات الجارية كافة.
وربما يجد البعض في هذين الفصلين نقداً واسعاً لمسيرة التغيير السياسي والثقافي والاجتماعي الديني وعرضاً جدلياً لقضايا الصراع السياسي والثقافي والاجتماعي في البحرين، إلا أن هذا النقد والعرض جاء مبرراً وشرعياً لكون هذه المسيرة الوطنية ملكاً للمجتمع والوطن بأكمله في تاريخه وحاضره ومستقبله. إقرأ المزيد