القياس والتقويم في التربية وعلم النفس
(0)    
المرتبة: 54,923
تاريخ النشر: 14/02/2017
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:القياس لغة من قاس بمعنى قدر. نقول: قاس الشيء بغيره، أو على غيره، أي قدرة على مثاله. والقياس: عملية يقصد بها تحديد أرقام لأشياء أو أحداث وفقاً لقوانين. أما التقويم لغة. بمعنى قوم الشيء أزال اعوجاجه. نقول: قوم الرمح عدله. وقوم المتاع جعل له قيمة معلومة وقوم الأثر الأدبي أو ...نحوه. حكم قيمته أو عين قيمته. والتقويم: عملية يقصد بها إعطاء ظاهرة معينة أو شيء مادي محسوس. أو سلوك شخص قيمة محددة عن طريق استخدام الأدوات الموضوعية الدقيقة أو الرجوع إلى معايير ثابتة. غالباً ما تكون نتيجة تجريب طويل.
وتعتبر عملية جمع البيانات لأغراض التقويم والبحث العلمي من المراحل الهامة التي تحتاج الى عناية خاصة من قبل القارئ أو الدارس أو الباحث. ويؤكد الباحثون على أهمية المنهجية في البحوث العلمية. ذلك أن قيمة البحث ونتائجه ترتبط ارتباطا وثيقا بالمنهج الذي يتبعه الباحث. وعلى الباحث أن يصمم بحثه ويحد الأدوات التي سوف يستخدمها بطريقة واضحة حتى يتمكن من تطبيق أهداف بحثه. وعليه أيضاً أن يحدد جميع الوسائل والأدوات التي سوف يستخدمها في كل مرحلة من مراحل بحثه.
وتكتسب البيانات بوجه عام قيمتها بقدر ما تلقى من ضوء المشكلة. وبقدر ما تساعد على إيجاد حل لها. إن طرق البحث المختلفة يجب أن تتضمن الوسائل أو الأساليب أو الأدوات التي يستخدم في جميع البيانات. وكذلك، طرق تبويبها وتفسيرها. ولا يمكن فصل منهج البحث والأدوات التي تستخدم في جميع بياناته أو طرق تفسيرها. ويمكن جمع البيانات بوسائل متعددة من أهمها: الملاحظة، والمقابلة، والاستبانة أو الاستفتاء، والسيرة الذاتية، ودراسة الحالة، والبطاقة المجمعة، والاختبارات والمقاييس.
وموضوع هذا الكتاب هو من أهم موضوعات علم النفس. بل هو العماد الذي يقوم عليه علم النفس كعلم. فلم يتحول علم النفس من ميدان الفلسفة إلى ميدان العلوم الإنسانية إلا عندما أخذ الباحثون فيه بالمنهج العلمي. ذلك المنهج الذي يعتمد أساساً على الملاحظة العلمية الدقيقة.
إن تقدم أي علم من العلوم يقاس بدرجة الدقة التي يصل إليها في القياس. على أن عملية القياس والتقويم في التربية وعلم النفس أعقد كثيراً في أي علم آخر من العلوم، نظراً لأن موضوع القياس هنا هو الإنسان من حيث هو كائن حي. يحب، ويحس، ويدرك، وينفعل، ويتذكر، ويتخيل، ويتعلم، ويفكر. وهو في كل ذلك يتأثر بعوامل داخلية وعوامل خارجية. وتتمثل العوامل الخارجية في المجتمع الذي يعيش فيه ويستعين به وفي بيئته المحيطة به. ويتخذ من هذا جانبيه الاجتماعي والمادي مادة لتفكيره وقياسه. وهي جميعها قابلة للتحكم والتجريب.
إن الأحداث السيكولوجية من نزعات، ورغبات، وميول، واتجاهات، وانفعالات، واحساسات وصور، وذكريات، وقيم، وعادات. تتمثل جميعها في ناحيتين: ناحية داخلية وأخرى خارجية. فنحن ندرك هذه الأحداث من الداخل مندمجة في حياتنا النفسية بطريقة مباشرة وبواسطة حسن باطني يسمى الشعور. ومن هنا نستطيع القول أن محددات السلوك الإنساني وموجهاته تتمثل في: الدوافع، والانفعالات، والميول، والقيم، والاتجاهات، والبواعث، والنزعات. التي تقف وراء كل سلوك وتوجهه إلى وجهة ما أو غرض معين.
ولما كان النظام التربوي ومؤسساته المختلفة من مدارس وكليات وجامعات. وبرامجه ومناهجه التعليمية. والمصادر والكتب والأدوات التربوية، والإدارات التربوية، والمشرفون التربويون، والمعلمون والمديرون، والموظفون الآخرون. والذين لهم علاقة بالعملية التربوية بما فيها البناء المدرسي وأجهزتها المختلفة. وكل شيء آخر يستخدم في العملية التعليمية/ التعلمية يوجد فقط لتحقيق هدف واحد. وهو مساعدة المتعلمين لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة. فقد أفرد المؤلف لهذا النظام التربوي المتكامل جزءاً رئيساً في هذا الكتاب. يبحث في التفصيل عن مكونات النظام التربوي ومؤسساته المختلفة. إقرأ المزيد