تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: دار الفكر اللبناني
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ولد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون بالرصافة من ضواحي قرطبة التي كانت إحدى أشهر مدن الحضارة والثقافة الإسلامية في بلاد الأندلس.
كما ونشأ فيها وترعرع ودرس على أيدي أكبر علمائها، ففي الفقه تتلمذ على يد أبيه أبي بكر عبد الله القاضي ولما توفي والده رعاه ...جده لأمه وهو قاض أيضاً فزوده بالكثير من المعارف والعلوم، وفي وقت كانت فيه الحياة السياسية حافلة بالصراعات والثورات والفتن والانقلابات، وأبرز ما فيها انتقال الحكم من الأمويين إلى ملوك الطوائف، ثم الصراع الذي أعقب وفاة المستنصر بالله بسبب الخلاف على تعيين خلف له.
أما ابن زيدون نفسه فقد شارك في العديد من هذه الصراعات وكانت له اليد الطولى في الثورة على الأمويين ومساعدة بني جهور ثم بني عياد بعدهم.
هذا لم يكن ابن زيدون بعيداً عن مجالس اللهو والشراب المتوفرة في قرطبة آنذاك. وحسبنا أن نذكر منها مجلس ولادة بنت المستكفي آخر خلفاء بني أمية بقرطبة، وكانت ولادة أديبة وشاعرة، فتحت ناديها لرواد العلم والأدب والظرف، وللشعراء الذين كان منهم شاعرنا ابن زيدون الذين وقع في حبها فهام بها وجداً بعد أن شغفه حبها وبادلته هي حباً بحب، لكن هذا الحب لم يدم طويلاً الحب مما حول حياة ابن زيدون إلى جحيم على الرغم من أنها لم تجفه، وتحت وطأة الحساد انقطعت صلته بها وحدثت قطيعة استغلها ابن عبدوس أحسن استغلال ساعده في ذلك تأييد ابن زيدون لابن جهور في ثورته على الأمويين فكانت السبب في نفور ولادة منه وابتعاده عنه واقترابها من ابن عبدوس.
لقد اشتد الأمر على ابن زيدون وأنشأ على لسان ولادة رسالة هزلية تهكمية كتبها إلى ابن عبدوس وفيها هجاء قبيح. وفي سجنه وجه إلى أبي الحزم رسالته الجدية وقصائده الاستعطافية. يطلب العفو والمغفرة، وإلى ولادة يسترضيها علها تعود إلى سابق عهدها به، فلم يلق ذلك أذناً من أبي الحزم فقرر الشاعر أن يفر من سجنه وكان ذلك أواسط 433هـ/1042م فتوجه إلى إشبيلية ومدح أميرها المعتضد بالله بن عباد.
وهكذا فقد قامت شهرة ابن زيدون على أساس كونه وزيراً وعاشقاً وفارساً وعالماً، غير أن شهرته الأقوى هي تلك المتمثلة بكونه شاعراً من كبار شعراء الأندلس، وقد ترك ديواناً كبيراً شعرياً عالج فيه مختلف الموضوعات والأغراض، وفي طليعتها الغزل ووصف الطبيعة والشكوى والحنين والعتاب والمدح، وقد اهتم به الأدباء والعلماء اهتماماً خاصاً وعكفوا على دراسته بعد موته وقد عثروا له على عدة مخطوطات في درا الكتب المصرية وفي المكتبة التيمورية وتوالت طبعات ديوانه في المشرق العربي ولم يقتصر تلك الدراسة على شعره بل تعدتها إلى درس رسائله النثرية وهمها الرسالة الهزلية أو التهكمية التي جعلها على لسان ولادة وهاجم فيها ابن عبدوس والرسالة الجدية التي بعث بها من سجنه إلى أبي الحزم ابن جهور يستعطفه ويطلب عفوه.
وهذا الكتاب من سلسلة دواوين العرب يجمع بين طياته قصائد ابن زيدون مرتبة بحسب القافية الألفبائية لأحرف اللغة العربية. إقرأ المزيد