تاريخ النشر: 11/01/2005
الناشر: خاص-جورج حايك
نبذة نيل وفرات:من ينظر إلى دول العالم يشاهد كيف تسعى لأن تقوم بالمستحيل لجذب السياح إليها، يتأكد من أنه مهما كانت هموم الناس وأزماتهم كبيرة، ما زالوا يبحثون عن متنفس لوقت قصير ليقدموا مال اتفق على تسميته "سياحة". ولبنان جزء من هذا العالم ومشارك في صنعه وفي صوغ تطوره وإبداعاته, لم ...يتخلف عن الانخراط –كعادته- في مغامرة التطور البشري والإنساني على أشرعة الإبداع وأجنحته. لذلك ولد "كازينو لبنان" في 17 كانون الأول 1959 وترعرع على تلة ساهرة في خليج المعاملتين. 45 عاماً مرت، تخللتها أيام عز وسلام وطمأنينة وحروب وثورات ونكبات وويلات، وبقي "كازينو لبنان" رابضاً على تلك التلة، تبهر أضواؤه عتمة الليل بمئة لون ولوم، باعثاً الأمل والفرح حتى في أحلك الظروف، ومؤمناً بأن السياحة هي "بترول" لبنان. فأحضر لها المعدات اللازمة لنبش هذا البترول، وقد أيقن مؤسسوه ومعظم الشخصيات التي تناوبت على رئاسته أهمية اضطلاعه برسالة فريدة وهي الجمع بين السياحي والثقافي في آن واحد، خلافاً لمفهوم الكازينو العادي المتعارف عليه في كل أنحاء العالم.
"كازينو لبنان" الشاهد على تقلبات الزمان طيلة 44 عاماً، يستحق أن نشهد له في كتاب ذهبي، جامع، موثق بلغة من عاش في تلك الحقبة. وإنه بحق أول كتاب –دليل عن "كازينو لبنان" وخصوصاً في الجزء الأول الذي يحكي عن ظروف تأسيسه وذكريات لياليه المتلألئة كالكريستال، وأضخم الاستعراضات والمسرحيات والحفلات الغنائية مروراً بأبرز الشخصيات التي مد لها السجاد المزركش، وصولاً إلى ولادته الجديدة عام 1996 وعودة الأضواء إليه، إضافة إلى دليل لأقسامه الحالية التي تشمل صالات القمار والألعاب الموجودة فيها وشروط الدخول إليها، مسرحه الضخم والنادي الليلي "باكارا" وصالة السفراء ومطاعمه المنوعة وأجوائها وأطباقها.
عنوان الكتاب "كازينو لبنان" فنانون من لبنان، مسألة تثير فضول كثيرين. وقد يظن البعض أن العلاقة بين هذا المرفق السياحي المهم والفنانين غير وثيقة، وقد يعتبر القارئ للوهلة الأولى أنه لا مبرر لهذا العنوان في كتاب يحكي عن "كازينو لبنان". إلا أن في القسم الثاني من الكتاب ما يروي ظمأ المشككين حول ارتباط الكازينو بالفنانين والمثقفين والمبدعين. وهذا ليس مستغرباً لأن إدارة الكازينو أخذت على نفسه أن يحمل هذا المرفق رسالة ثقافية-فنية-سياحية، فاستضاف مئات الفنانين العالميين والعرب واللبنانيين. وبقي هاجسها حتى اليوم تشجيع المبادرات الفنية العالمية والمحلية، عبر وضع مسرحها وصالة السفراء في تصرف كل من يرغب في إنتاج عمل مسرحي استعراضي أو غنائي. والتوجه الآني يبدو أكثر تساهلاً مع الفنانين اللبنانيين لتشجيعهم وتحريك العجلة الفنية المحلية إيقاناً من الإدارة بأهميتها وانعكاساتها الإيجابية على السياحة في لبنان.
إذاً الرابط بين "كازينو لبنان" والفنانين اللبنانيين هو رابط سياحي وطني مغلف بالهم الثقافي الواحد المتمثل في الفصل الثاني الذي نال الحيز الأكبر من الصفحات، نظراً إلى تناوله نبذات عن معظم الفنانين اللبنانيين في مختلف قطاعاتهم أي التمثيلية والإخراجية والكتابية (سيناريو وحوار) والغنائية والرقص والعزف والتأليف الموسيقي. علماً أن هذه النبذات ضاقت واتسعت وفق أعمال كل فنان وتاريخه والمعلومات المتوافرة عنه. يتميز هذا القسم بشموليته معظم الفنانين اللبنانيين على مختلف مستوياتهم، مع إدراج نبذات عن الراحلين منهم.نبذة المؤلف:"كازينو لبنان"، سمعت عنه وعرفته حكاية فن. يأخدك كل ما فيه من أضواء وأهواء ومغامرات... يشدّك إلى عالمه اخلاص الذي يجمع بين الرونق والغرابة. إنه مدينة لا تنام. في كل ليلة، يغص بالحضور في أنحاء العالم كافة، يمرحون ويفرحون ويتأثرون فينقلون إلى العالم، أن في لبنان زاوية دافئة وموقعاً مميزاً لا يشعرون فيه بالغربة. مسارحه وصالاته الفسيحة شهدت أهم حقبة في تاريخ الفن اللبناني والعالمي. ولا تزال تتعاقب عليه أضخم الفرق المسرحيّة والاستعراضات... فنانون لبنانيون صدحت أصواتهم عالياً في هذا الموقع-المهرجان المنفتح على الفرح والعزّ، ووصلوا عبره إلى المجد. نشوة "كازينو لبنان" لا تزال في البال... يبهرك تاريخه الحضاري المتراكم منذ منتصف القرن العشرين، والمفتوح على آفاق الألفية الجديدة. وبيمقدار ما يكون اللبنانيون على اتصال وثيق به، يطمئن العالم إلى أنّ لبنان بألف خير. إقرأ المزيد