تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: منشورات المعهد الألماني للأبحاث
نبذة نيل وفرات:كتاب النجاة هو للإمام أحمد الناصر لدين الله، أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم وهكذا ينتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأمه أم أخيه المرتضى رضي الله عنه. كان متقدماً في الفقه ناشئاً على الزهد بطلاً شجاعاً وله في الفقه الكتاب المعروف بالمفرد ...وجواب مسائل موسى بن هارون العرقي وجواب مسائل الطبريين وغير ذلك. كان عند وفاة أبيه الهادي عليه السلام غائباً في الحجاز، فورد عليه السلام، وقد عزم أخوه على تسليم الأمر منه لكونه في الحجاز، إلا أنه تمّ له تسلم الأمر من أخيه المرتضى رضي الله عنهما في صفر سنة 301هـ وقام بالدعوة وبايعه الناس وكان أول من بايعه خولان. فساس الأمور على سنن الاستقامة وقصر همّه على الإيقاع بالقرامطة التي كانت مستولية على نواحي اليمن فحارب جماعتهم وبدّد شملهم، وكانت آخر وقائعه معهم الوقعة المشهورة التي استأصلهم فيها، فاستأمن إليه جماعة منهم وتابوا وأنابوا وانهزم الباقون إلى ناحية الغرب، وتوفي رضي الله عنه سنة 315هـ، مدة ظهوره ثلاث عشرة سنة، ودفن بصعدة إلى جنب أبيه، وولاة الأمر بصعدة هم أولاده.
وأما كتابه "النجاة" الذي نقلب صفحاته، فقد وضعه رداً على عبد الله بن يزيد البغدادي في إثبات العدل ونفي الجبر. وحول ذلك يقول الإمام أحمد الناصر لدين الله حول سبب تأليفه لهذا الكتاب مخاطباً عبد الله بن عمر: "وصل كتابك... ولينا عبد الله بن عمر... تذكر أرشدك الله أنه ألقي إليك كتاب من بعض أهل الجبر والفرية على الله تبارك وتعالى وهو كتاب عبد الله بن يزيد البغدادي الذي وضعه لأهل رأيه بما سطر لهم ومده عليهم، واحتج على أهل العدل المؤمنين بزخرفٍ من القول، لا يجوز عند المسلمين، وسماهم قدرية ومفترين على الله جلّ ثناؤه، وأعلم أصحابه في كتابه أن الحق معه وفي يده دون غيره، وقد نظرت في كتاب المجبر عبد الله بن يزيد البغدادي وأتيت على معرفة ما قال وما نسب إلى الله جلّ ثناؤه من الجَور على عباده والطعن على كتابه، وقد أجبته بما حضرني من الجواب، على أن في كتابه مع العيب الأول عيوباً كثيرة وفساداً من اللغة وسوء تأدية في اللفظ، وأمراً من القول غير محكم، وتكريراً في المسائل لا وجه لها، فقد جمع كتابه كل عيب، فالله المستعان. وقد تحملت ذلك علتى ما قد علمت من علتي واشتغال قلبي، واشتراك ذهني في وقتي، لئلا يظنوا أنا عجزنا عن جوابهم، أو قطعنا احتجاجهم... وبالله نستعين وعليه نتوكل، وإليه نرغب في الثابت على طاعته والنصرة لدينه، والقيام بحقه، والذبّ عن عدله وتوحيده، والمضادة لمن عَنِدَ عنه وألحد في صفته وشبهه بخلقه، وجوّره في حكمه، ومال بالحق إلى غير أهله وحسبنا الله ونعم الوكيل".
هذا ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تمّ الاعتناء به فيلفرد ماديلونغ بمساهمة من دار النشر الألمانية "فرانتس شتاينر" بفيسبادن التي تعنى بالتراث الإسلامي، والكتاب هو الثلاثون من سلسلة إصداراتها "النشرات الإسلامية". وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب جاء ضمن قسمين. أما القسم الأول (أ)، فقد جاء باللغة الألمانية محتوياً على: تمهيد، المقدمة: عبد الله بن يزيد الأباضي وكتابه في الرد على القدرية، وتعاليم عبد الله بن يزيد الأباضي، الإمام أحمد الناصر ورده على ردّ عبد الله بن يزيد، مخطوطات كتاب النجاة. والقسم الثاني (ب)؛ جاء باللغة الغربية محتوياً على: المقدمة: سيرة الإمام أحمد بن يحيى الناصر لدين الله للسيد أبي طالب الناطق بالحق، ولحميد بن أحمد المحلي، متن كتاب النجاة (الجزء الأول، الجزء الثاني). إقرأ المزيد