تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار أسامة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عرف الإنسان النحل منذ أقدم العصور على أنه حشرات إجتماعية بطبعها، تعيش في مجتمعات يحكمها الإلهام الرباني وتتدخل في تنظيم علاقاتها للفطرة، ومجتمع النحل يتميز بالتعاون الكبير بين أفراد الخلية، والخلية هي بيته، وبيئته تلك البقعة من الأرض التي تحيط بالخلية ضمن دائرة نصف قطرها خمسة أميال.
وهذا يعني أن ...النحل يستطيع أن يبتعد عن خليته مسافة خمسة أميال في خضم بحثه عن الغذاء المتمثل في رحيق الأزهار، ثم العودة إلى خليته التي يستطيع تحديد معانها بدقة متناهية، ولو كانت بين عشرات الخلايا، وذلك بالإستدلال عليها من خلال علامات أرضية كالأشجار والنباتات، وقد يكون بتقدير المسافات، أو بتوجيه ضوئي عن طريق أشعة الشمس المنسكبة على الخلية.
ومما يؤكد هذه الدقة أن هذه الخلية إذا زحزت من مكانها لبضعة سنتمترات، أو وجه بابها إلى ناحية أخرى، فإننا نرى النحل قد تجمع حول ذلك الجانب الذي كان يدخل منه إلى خليته، ولا يستطيع أن يكتشف باب الخلية إلا بعد مرور دقائق كثيرة.
تتألف خلية النحل من الملكة، وهي أم النحل جميعه في الخلية، وعدد قد يصل إلى سبعين ألفاً من العاملات، ويعتمد هذا العدد من العاملات على نشاط الملكة في وضع البيض، فيزداد في الربيع، ويقل في الشتاء؛ مما يؤكد إعتماده على المواسم أيضاً، كما تتألف الخلية من عشرات أو مئات من الذكور، ويعتمد ذلك على وضع الملكة الصحي، فإذا كانت الملكة نشيطة وقوية قلّ عدد الذكور، وإذا كانت عكس ذلك إزدادت الحاجة إلى ملكة بديلة عن هذه الملكة، مما يجعلها تضع بيضاً غير ملقح، مما ينتج عنه الذكور الذين تحتاج إليهم الخلية وقت التطريد، لتلقيح الملكة العذراء التي ستحل محل الملكة الضعيفة أو الهرمة، أو لتشكيل خلية جديدة.
والملكة هي أهم عنصر في الخليةن فبعد أن تضع الملكة الأم بيض ثلاث أو أربع ملكات، بيضة واحدة في كل بيت، وتكون هذه البيضة بلون أبيض ناصع ولامع مع ميل خفيف إلى الصفرة، ويكون طول هذه البيضة حوالي الثلاث مليمترات، ويمكن مشاهدتها قائمة بالعين المجرّدة، وملتصقة بقعر البيت لإحتوائها على مادة صمغية.
وفي اليوم الثاني تميل هذه البيضة بزاوية 45 درجة، فيما تستقر في اليوم الثالث أفقياً مع قعر البيت، وفي اليوم الرابع تفقس هذه البيضة، وتتكفل العاملات بتغذيتها غذاءً ملوكياً، كما تتعهد برعايتها، وتوفير الجو المناسب لها، فإذا كان الجو بارداً دفّأتها، وإذا كان الجو حارّاً لطفته بحركات دؤوبة بأجنحتها.
كما تقوم بحمايتها إلى أن تصبح يرقة، فتتوقف عن تناول الغذاء الملكي لتبدأ مرحلة جديدة من تطورها، وهو غزل الشرنقة حول نفسها داخل بيتها الملكي الذي أغلقته العاملات بعد أن زودته بكمية مناسبة من غذاء الملكات، ويستمر غزلها للشرنقة مدة تتراوح ما بين 24 ساعة و 36 ساعة، ثم تخلد إلى الراحة لمدة تتراوح ما بين 36 ساعة إلى 48 ساعة داخل الشرنقة، وفي اليوم الثاني عشر تدخل طور العذراء، لتخرج منه في اليوم السادس عشر وقد تحولت إلى حشرة كاملة...
للقراءة في هذا الكتاب متعة... متعة إكتشاف عالم النحل وتبين عظمة الخالق في هذا الكائن الذي يبدو للإنسان ضعيفاً، بينما هو يفوقه قوة.
يحاول المؤلف من خلال كتابه هذا الكشف عن أسرار هذا الكائن الذي يوصف بأنه إجتماعي، وذلك تبعاً لنمط حياته التي يعيشها، يتابع المؤلف حركة النحل وحياته من ملكة إلى عاملات إلى ذكور مبيناً دلالات عظمة الخالق فيه، كاشفاً عن الهندسة العمرانية لمملكته، مشيراً إلى كيفية تربيته وتطويرها من خلال إختراع أساس الأقراص الشمعية "الأساسيات الشمعية"، متنقلاً من ثم إلى الحديث عن إنشاء المناحل، والظواهر الخاصة في سلوك النحل، وعن كيفية رعاية طوائف النحل حسب فصول السنة، ليبين من ثم الأساس التي يقيم عليها النحل خلاياه ومساكنه، مشيراً إلى أدوات النحالة (وقاية النحال، أدوات فتح الخلية، التغذية، أدوات الدفاع عن الخلية)، لينتقل من ثم إلى الحديث عن دورة حياة النحلة العاملة ثم الملكة ثم الذكر، مبيناً أجزاء جسم العاملات، وأجزاء جسم الملكة وأجزاء جسم الذكر، وليتحدث من ثم عن مكانة العسل قديماً وحديثاً، وعن إجراءات جني محصول العسل وقطفه وتحليله، مبيناً منتوجات النحل من ير العسل (الغذاء الملكي، شمع النحل، العلك)، ثم ليتحدث عن سم النحل أو لسع النحل وحبوب اللقاح، وأخيراً يتناول المؤلف مسألة الحفاظ على النحل من خلال معرفة أعدائه وأمراضه الفيروسية والفطرية. إقرأ المزيد