تاريخ النشر: 01/09/2004
الناشر: دار الراتب الجامعية
نبذة المؤلف:لقد حقل التاريخ البشري بتراث إنساني قيم وأصبح تراث كل أمة جزء من قيمها وإنسانيتها وهوية وجودها. واتخذ نموذجاً تجسده الأجيال عبر سنوات العصور المتلاحقة، ورغم كثرة الكتب والمراجع والبحوث في التاريخ والحضارات والآثار والسير والفقه والأصول والأنساب والتراجم، التي تولت كشف وإبراز نمطية الإنسان في شتى مجالات الحياة وفي ...مختلف العصور، لكنها في مجملها قصرت في إرواء جنة المرأة التي كانت دائماً تشكل نصف المجتمع، ولم تجن المرأة من كل الدراسات والأبحاث سوى القليل رغم الدور الأساسي والفعال الذي لعبته المرأة سياسياً واجتماعياً وأدبياً، ولكنها لم تلق إلا ضوءاً باهتاً مختزلاً سريعاً وظلت حياتها وطاقاتها مغمورة بين هوامش الأحداث التاريخية المتلاحقة ومنطوية بين حواشي التراث الأدبي والفكري لكل أمة.
ومن هذا المنطلق تأتي شرعية ومنهجية مثل هذا الكتاب، الذي يتولى إماطة اللثام عن جزء من التاريخ النسائي المتسع والغزير وكشف أسراره. ولقد شهد التاريخ للمرأة بسمو مكانتها فعندما جسد الإنسان القديم بعضاً من آلهته على شكل إناث كن رمزاً للبعث والنماء أمثال عشتار في العراق وإيزيس في مصر وديميترا في اليونان، ولم تكن مثل هذه الحالة سوى تعبير عن احترامه للمرأة وتقديره لها.
فقد ساهمت المرأة بكتابة التاريخ مناصفة مع الرجل بذلك، واحتضنت كل المتغيرات وظهرت على مسرح الحياة أماً حافظة على أسرتها فأنجبت أعظم الملوك والرجال، وكانت زوجة صالحة طاهرة وفية، مخلصة، صانت حرمة الزوج، وسهرت وظمئت تحت جميع الظروف وقساوة الحياة، ظل سر الوجود وخيط الحياة بين أيديها وحدها.
وأما اتساع هذا المجال ورحابته مع ندرة مصادره، ودقة خصوصيته، وصعوبة التحقق من غوامضه، وكثرة متاهاته فهو مجال غني متسع شامل عميق الأغوار، ينجلي عن فيض بشري هائل يتضح عملي في الكتاب فإن محور بحثي وعملي في الكتاب كان رغبة بإشباع فضول الإنسان في معرفة هذا الجانب المهمش والملغى في شخصية المرأة وهو فروسيتها وبطولتها وسعي الرجل الدائم والمستمر لجعل مثل هذه الصفة من ملكوته الشخصي وهو بحث طالت به الليالي في القراءة والمطالعة والمقارنة في جميع الكتب، وهو بحث كما سيجد القارئ فريد في سلاسته ظريف في شخصياته، تليد في مواقفه وهو فوق ذلك مزيج من الأدب والتاريخ والمواقف الصادقة والبطولية.
فقد جاء هذا الكتاب جهداً جديداً، ليقطف لنا من حقل المرأة الواسع، ما يقارب ثمانين امرأة فارسة تفوح شذى بطولتها الرائعة وتختلط بين جوانحها خلجات الحياة ويعبق أريجها برائحة التاريخ.
"نساء فارسات" كتاب منتقي بكل عناية وترو من شتى حضارات الشعوب في الشرق والغرب يعكس تطور حياة المرأة وفق كل عصر وكيفية ملاءمتها معه وإذا كانت الحياة سراً هائماً وملحقاً في سماء الكون، فإنما هي تحلق بجناحي رجل وامرأة. إقرأ المزيد