التوحيد أو العقائد الإسلامية
(0)    
المرتبة: 108,114
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن التوحيد والعقائد الإسلامية من أولى واجبات المسلم، وعليه أن يعرف ويتقن هذا الجانب الأعلى من حياته، لأنه كل ما يطمح المسلم في الوصول إليه، ليكون متمثلاً بما أمره الله به، وحمله إليه رسوله الكريم محمد بن عبد الله، صلّى الله عليه وسلم. وقد بيّن الله في كتابه الكريم، ...والرسول في أحاديثه كل ما يوصل إلى "التوحيد" وإلى معرفة "العقيدة"، فلو التزم المسلم الوقوف عند هذه النصوص وتطبيقها، لما احتاج معها إلى شيء غيرها.
ولكن الواقع أن آيات الله وأحاديث رسول الله، لم تُترك على ما كانت عليه من صفاء العرض وصدق الغرض، بل داخلتها الآراء والأفكار والتفصيلات، وتبع ذلك التأويل، لكل نص تقريباً، حتى كاد الحق أن يضيع. وقد أضيف إلى كل ذلك مصطلحات علم الكلام، وهو علم أغلب تفاصيله لا تؤدي إلى معرفة دين الله، فتوزعت الفهوم، وتنازعت الآراء. وأبعدت بعض المؤمنين عن دين ربهم. وانظر إلى ما يقوله بعضهم: "الله موجود في كل مكان" من غير أن يعرف أنه بذلك يضاهي الله بل يخالفه جلّ شأنه في قوله: "الرحمن على العرش استوى" . وقوله تعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه". والنصوص الكثيرة الدالة على ذلك. مثل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" وهذا كله العلو المطلق الذي يليق بجلال الله سبحانه وبعظمته. ويغفل هذا البعض القائل عمّا في قولهم من مخالفة للنقل والعقل، بل وتعكير لصفاء العقيدة التي جعلها الله سهلة مبسطة. وهكذا أقوال أهل علم الكلام، وما أدخل فيه من تفصيلات غامضة، تصعب على فهم أهل الاختصاص من كبار أهل العلم، فضلاً عن صاحب الثقافة البسيطة. وقد تنبه العلماء إلى هذا الضلال المتفشي بين بعض الذين ضلّ سعيهم من الناس. فألّفت الرسائل والكتب المبينة، وهي أكثر من أن تعد أو تحصى.
وكتابنا هذا على صغر حجمه، قد جمع أمهات المسائل معتمداً على الآيات القرآنية فقط، فهو يعد وكأنه تفسيراً لبعض آيات القرآن الكريم المتعلقة بالمعتقد. إقرأ المزيد