التاريخ الإسلامي 11، التاريخ المعاصر، بلاد العراق
(0)    
المرتبة: 49,325
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إن العراق أحد الأمصار الإسلامية ذات الأهمية الخاصة إذ أن أرضه مقرونة بالفتوحات الإسلامية الأولى، وما دار عليها من معارك حاسمةٍ في تاريخنا، والتي هي من مفاخرنا، ونتاج العقيدة، وعلى تلك الأرض جال أعداد من الصحابة الكرام، وقد رُويت بدماء بعضهم، فطوتهم شهداء، ومنهم من أقام واستقر، ومنهم من ...عاد منها ورحل عنها بعد أن خلّد اسمه في ميادينها، وعلى تلك الأرض قامت الدولة العباسية إحدى الدول الإسلامية العظمى التي كانت حاضرتها بغداد محطّ أنظار العالم يومذاك، ومهوى قلوبهم لما قدّم أبناؤها من حضارةٍ، وما شادوا من مجدٍ، وكل ذلك لا يزال مطبوعاً في نفوس المسلمين على مرّ الدهور وتعاقب السنين.
والعراق أحد الأقطار العربية ذات المركز المهمّ، فهو يُؤلّف قسماً أساسياً من الجناح الشرقي، وتحجزه الجبال عن بقية البلدان الآسيوية، فهو يسند على تلك الجبال ويتّجه بنظره نحو الغرب والجنوب الغربي حيث يعيش الشعب العربي في أقاليمه المتعددة، فإذا ألّمت بالعرب نازلة اتجهوا نحو العراق، وإذا حلّت بالمسلمين مصيبة نظروا إلى العراق فشمخ بتاريخه وأعلنه أنه لها، وخاصةً أن أهله أصحاب شكيمةٍ وبأسٍ ومروءةٍ ونفوسٍ أبيّةٍ.
ولما كان الإسلام عقيدة سكان العراق، ولما كان الإسلام منهج جميع جوانب الحياة، ومصدر كل عادات المجتمع وتطلعاته لذا فإن السكان قد صُبغوا بصبغةٍ واحدةٍ حتى ليصعُب تفريق بعضهم عن بعض، ولكن عندما يعتريهم شيء من الغفلة يتسلّل إليهم الأعداء، ويُثيرون بينهم الشحناء والبغضاء، وهذا ما نراه في التاريخ وخاصةً المعاصر منه والذي نحن الآن بصدد دراسته حيث نجد أن المستعمر قد نثر بذور العصبية العرقية عندما كانت له السيطرة، وما أن رحل حتى نمت نباتات القومية، واستوت على سوقها، فاشتدّت العصبية لها، واستغلّ ذلك الأعداء، وأخذوا يضربون بها يميناً وشمالاً كلما احتاجوا إلى الضرب.
إن العراق أحد الأمصار الإسلامية ذات الأهمية الخاصة إذ أن أرضه مقرونة بالفتوحات الإسلامية الأولى، وما دار عليها من معارك حاسمةٍ في تاريخنا، والتي هي من مفاخرنا، ونتاج العقيدة، وعلى تلك الأرض جال أعداد من الصحابة الكرام، وقد رُويت بدماء بعضهم، فطوتهم شهداء، ومنهم من أقام واستقر، ومنهم من عاد منها ورحل عنها بعد أن خلّد اسمه في ميادينها، وعلى تلك الأرض قامت الدولة العباسية إحدى الدول الإسلامية العظمى التي كانت حاضرتها بغداد محطّ أنظار العالم يومذاك، ومهوى قلوبهم لما قدّم أبناؤها من حضارةٍ، وما شادوا من مجدٍ، وكل ذلك لا يزال مطبوعاً في نفوس المسلمين على مرّ الدهور وتعاقب السنين.
والعراق أحد الأقطار العربية ذات المركز المهمّ، فهو يُؤلّف قسماً أساسياً من الجناح الشرقي، وتحجزه الجبال عن بقية البلدان الآسيوية، فهو يسند على تلك الجبال ويتّجه بنظره نحو الغرب والجنوب الغربي حيث يعيش الشعب العربي في أقاليمه المتعددة، فإذا ألّمت بالعرب نازلة اتجهوا نحو العراق، وإذا حلّت بالمسلمين مصيبة نظروا إلى العراق فشمخ بتاريخه وأعلنه أنه لها، وخاصةً أن أهله أصحاب شكيمةٍ وبأسٍ ومروءةٍ ونفوسٍ أبيّةٍ.
ولما كان الإسلام عقيدة سكان العراق، ولما كان الإسلام منهج جميع جوانب الحياة، ومصدر كل عادات المجتمع وتطلعاته لذا فإن السكان قد صُبغوا بصبغةٍ واحدةٍ حتى ليصعُب تفريق بعضهم عن بعض، ولكن عندما يعتريهم شيء من الغفلة يتسلّل إليهم الأعداء، ويُثيرون بينهم الشحناء والبغضاء، وهذا ما نراه في التاريخ وخاصةً المعاصر منه والذي نحن الآن بصدد دراسته حيث نجد أن المستعمر قد نثر بذور العصبية العرقية عندما كانت له السيطرة، وما أن رحل حتى نمت نباتات القومية، واستوت على سوقها، فاشتدّت العصبية لها، واستغلّ ذلك الأعداء، وأخذوا يضربون بها يميناً وشمالاً كلما احتاجوا إلى الضرب. إقرأ المزيد