فلسفة التحليل والبحث عن المعنى الوضعية المنطقية عند آيار
(0)    
المرتبة: 81,855
تاريخ النشر: 01/07/2004
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:طغى التفكير التحليلي على شطر كبير من الفكر الفلسفي في القرن العشرين، وخصوصاً في ما يسمى بالعالم الناطق بالإنكليزية. فمعظم الفلسفات في ذلك القرن تستمد قوتها في استنادها إلى مرتكزات تحليلية على أقل تقدير. وفي كثير من الأحوال تكون تلك الفلسفات تحليلية برمتها وليس بمرتكزاتها فقط. والغاية الأولى التي ...يهدف إليها التحليل هي الوصول إلى المعنى، أو إلى موقف من المعنى، غذ يكون التحليل عبارة عن تحليل للمفاهيم أو العبارات من أجل الوصول إلى معانيها.
وبدأ الاتجاه نحو التحليل في بداية القرن العشرين مع مجموعة من الفلاسفة المبرزين من أمثال "برتراند رسل" و"جورج إدوارد مور" و"لدفيغ متغتشتين. ويمثل ألفريد جولز آيار اتجاهاً خاصاً في الفلسفة التحليلية حيث مزج بين التحليل والفلسفة الوضعية المنطقية التي دعت إليها المدرسة الفلسفية المعروفة باسم حلقة الفينا، فاتخذ التحليل منهجاً ومن الفلسفة الوضعية المنطقية مذهباً. وآيار الذي تبنى الموقف الوصفى المنطقي لحلقة فينا وأضفى عليه طابعاً تحليلياً خاصاً، وضع نظرية في المعنى تمثلن في صياغة لمبدأ التثبت الذي يمثل معياراً يقيس به ما له معنى من العبارات ويفرزه عما هو فارغ من المعنى.
ويتناول هذا الكتاب بصورة تفصيلية تلك المسائل مع مقارنات مستفيضة تستمد مادتها من مجمل تاريخ الفلسفة، قديمة وحديثة ومعاصرة، ويكون التركيز على فلسفة آيار بالدرجة الأولى، وانطلاقاً من فلسفة آيار تتم المداخلات والمقاربات مع بقية الأفكار والمفاهيم الفلسفية التي لها علامة بأفكار هذا الفيلسوف وآرائه.
و"الفريد جولز آيار" A.J.Ager فيلسوف إنكليزي ولد في لندن سنة 1910 وتلقى تعليمه في إيتون واكسفورد وسافر سنة 1932 إلى فينا وقضى ما يقرب من عام فيها حيث درس مع حلفه فيناً وكان على اتصال شخصي بعلمها حين كانت ف أوج فعاليتها. وامضى جل حياته يدرس في الجامعات البريطانية ويحاضر جامعات عالمية خارج بريطانيا حتى وفاته عام 1989.
ويعزى إلى آيار أثر الوضعية المنطقية في الفلسفة الإنكليزية من خلال كتابه (اللغة والصرف والمنطق) الذي صدر للمرة الأولى عام 1936. ويؤكد "برتراند رسل" (1872-1970) إن هذا الكتاب الذي نشره آيار حين كان في السادس والعشرين من عمره، كان أول ما لفت الأنظار إلى الوضعية المنطقية على نطاق واسع في إنكلترا.
هذا وقد لقي هذا الكتاب "اللغة والصرف والمنطق" نجاحاً ضخماً في إنكلترا لأنه كتب بأسلوب بسيط وبنغمة جازمة تميزه عن جميع أصحاب الوضعية المنطقية، ولأنه عرض بوصفه يحتوي حلول جميع المشكلات الفلسفية، وما يزال لهذا الكتاب قدر كبي من التأثير على الرغم من أنه لم يعد من بين الفلاسفة الإنكليز المعاصرين من يوافق على موضوعاته الرئيسية. من هنا تأتي أهمية دراسة فلسفة آيار بوصفه أول وأهم من نقل الأفكار الوضعية المنطقية إلى إنكلترا والعالم الناطق بالإنكليزية.
كذلك فإن أهمية الكتاب عن فلسفة آيار تأتي من خلة المكتبة العربية (حتى تاريخ كتابة هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الآن أول مرة في عام 1991) بقي أن نشير إلى أن هذا الكتاب كان في الأصل أطروحة قدمت لنيل درجة الماجستير في الفلسفة من كلية الآداب في جامعة بغداد، بعنوان (الوضعية المنطقية عند الفريدي جولز آير) ولقد رأى المؤلف أن يغير إلى الصيغة الحالية "فلسفة التحليل والبحث عن المعنى" لأن صلب فلسفة آيار كما فهمه إنما كان محاولة لإيجاد المعنى عن طريق التحليل. إقرأ المزيد