تاريخ النشر: 16/10/2019
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:يعد التلميذ مختلفاً تربوياً حين يحتاج إلى تدخل ومتابعة مختصة لمساعدته على الوصول إلى أقصى قدراته، أي حين يحتاج إلى برنامج التربية المختصة والخدمات المتعلقة بها. وهو يعد مختلفاً أيضاً عندما يؤثر اختلافه سلباً في اندماجه الاجتماعي والحياتي والسلوكي، أي حين يشعر هذا التلميذ بالانعزال وعدم الانتماء إلى المجموعة. ...إن عدم الانتماء إلى الأكثرية أو عدم الانتماء إلى المجموعة يؤدي إلى إحساس بالوحدة والتهميش وهو أمر صعب على كل منا. عندما يهاجر المرء إلى بلد غير بلده قد يصبح مختلفاً عن الآخرين لغة وعادات وتقاليد ولوناً، فيتمنى لو يعود إلى حيث يجد الانتماء ويزيد إحساسه بالمساواة والتوافق مع أفراد مجموعته. هذا حال الشخص العادي، فكيف إذا كان هذا الاختلاف في قدرات الشخص وهو يشعر أن لا مجال لإزالته وأن لا رجوع عنه؟!
المختلف يريد أن يتكلم كالآخرين، ولكنه لا يستطيع أن يلفظ الحروف كما يجب وهو يريد أن يمشي كبقية الناس، ولكنه يتعثر هذا التناقض بين الإرادة والقدرة صعب جداً، لأن الشخص المختلف يعي اختلافه ويسعى إلى الانتماء إلى المجموعة والأكثرية. إنه إنسان ينمو ويتطور ويملك أحياناً صفات مميزة وعميقة، وهو روح وجسد وعقل وعاطفة، وهذه الأمور هي الأهم. حتى في الحالات التي يتفوق فيها المرء في بعض الميادين فإن النظرة السلبية إلى اختلافه (تفوقه) لا تتغير، فالابتعاد عن المعيار المألوف قد يأخذ وجهين مختلفين هما، الوجه المتفوق والوجه المتأخر. وهذا يعني وجود أشخاص متفوقين بذكائهم يحتاجون إلى مواد إضافية ووجود آخرين متأخرين في قدراتهم يحتاجون إلى تعديل المواد وتكيفها لكي تلائمهم.
يشمل الاختلاف القدرات التي قد تبتعد عن المعيار المألوف ومنها: أولاً: القدرات الذهنية: مثل القدرة على التذكر والتركيز وسرعة الاستيعاب، ثانياً: القدرات الإدراكية: مثل القدرة على الإدراك والتمييز المسعيين أو البصريين، ثالثاً: القدرات التواصلية: مثل القدرة على تطوير اللغة والنطق والمحادثة، رابعاً: القدرات العاطفية والسلوكية: مثل القدرة على التأقلم والسيطرة الذاتية والراحة النفسية، خامساً: القدرات الجسدية والحركية: مثل القدرة على التوازن والتنقل، سادساً: القدرات الحسية: مثل القدرة على السمع والبصر، سابعاً: القدرات الحياتية والاجتماعية: مثل القدرة على التكيف والاندماج الاجتماعيين و الاستقلالية والتدبير المنزلي.
قد تختلف القدرات من شخص إلى آخر، ولكن التركيز يجب أن يكون على نقطة أساسية هي ألا يقيم الشخص من خلال قدرة واحدة بل من خلال قدراته كلها. وقد أكد غاردنر (1985) من خلال فلسفته عن الذكاء المتعدد أهمية النظرة الشاملة إلى الشخص كوحدة متكاملة. فهل يعد موزار مختلفاً؟ وهل التلميذ الأول في صفه أو المنعزل في الملعب والكثيرون من أمثالهما مختلفون؟
وفي هذا الإطار العام يأتي الكتاب الذي بين أيدينا والذي يهدف إلى توضيح خصائص ذوي الحاجات الخاصة وإبراز الدليل على أن كل تلميذ يستطيع أني تعلم حسب إمكاناته، وأن ذا الحاجات الخاصة لا يثير الشفقة، بل إنه بتعزيز ثقته بنفسه يستطيع أن ينمي قدراته ويصبح مستقلاً وفعالاً.
ومن الأدلة على هذا ذوي الحاجات الخاصة كانوا منعزلين يعتبرون شأناً اجتماعياً وإنسانياً، فأصبحوا اليوم يطالبون بحقهم في الدمج في المجتمع وبحقهم في التعليم والالتحاق بالبرامج التربوية الإنسانية فقط، فالولد ذو الحاجات الخاصة لا يحتاج فقط إلى عناية، بل يحتاج إلى تعليم مقل أي تلميذ آخر: وبالعودة لمضمون هذا الكتاب نجد أنه جاء متألفاً من عدة فصول كلها تعلقت بمواضيع تربية الولد المختلف وحاجاته الخاصة والأساليب التي يجب أن تعتمد من تربيته نفسياً ودراسياً...
هذا على صعيد الفصول العامة أما كل فصل من الفصول فجاءت بمثابة دراسة كاملة تعلقت بالموضوع المثار فمثلاً الفصل العاشر جاء تحت عنوان "القصور السمعي" واحتوى على ما يلي من موضوعات: أولاً: مقدمة تحدثت عن القصور السمعي وهذه المقدمة توقفت عند تعريف العلمي الطبي للقصور والتعريف التربوي له، وذلك بعد أن عرضت لقصة واقعية تحدثت عن تجربة أم مع ولدها، وعن أهم المعتقدات الخاطئة التي تدور بين الناس حول القصور السمعي، ثم تم التحدث عن أنواع القصور السمعي وعلاقتها بأقسام الأذن وأسباب القصور السمعي الخلقية والمكتسبة.
بعد ذلك تم استعراض الخصائص التي تميز ذوي القصور السمعي والتي هي الخصائص اللغوية، الخصائص الذهنية، الخصائص الأكاديمية، الخصائص الاجتماعية، من ثم حاول البحث توجيه الوالدين أو المدرس محدداً لهم كيف يستطيعون اكتشاف ما إذا كان الولد يعاني من قصور سمعي أم لا، بعد ذلك حدد الاختيارات الطبية التي تجري لاكتشاف حالات القصور السمعي. وأخيراً استعرض وبشيء من التفصيل كافة الأجهزة الحديثة المعتمدة، والعمليات الجراحية التي تسمح لذوي القصور السمعي التأقلم مع مجتمعهم...حيث يتحدث عن عملية زرع القوقعة، مسهلات السمع.
وهكذا جاءت فصول هذا الكتاب بنفس طريقة المعالجة والتدرج في الوصف ولكن بمضمون مختلف متناسب مع عناوين فصول الكتاب والتي هي: الصعوبات التعليمية، الاضطرابات العاطفية أو السلوكية، الاضطرابات التواصلية، الموهوبون،، التأخر العقلي، اضطرابات النمو الشاملة (طيف التوحد)، القصور الجسدي أو الصحي، القصور البصري، القصور السمعي.نبذة الناشر:يشكل هذا الكتاب إضافة متميزة إلى المكتبة العربية في حقل تربوى مهم نادراً ما كتب فيه باللغة العربية...
وهو حصيلة جهد كبير وعدد وفير من المراجع المتخصصة، وخلاصة تجارب تربوية تطبيقية من الحياة اليومية في البيت والمدرسة...
فيه معلومات وخبرات مكثفة وواضحة عن الصعوبات التعليمية والاضطرابات العاطفية والسلوكية والتواصلية واضطرابات النمو الشاملة (طيف التوحد) إضافة إلى الموهوبين وذوي التأخر العقلي والقصور الجسدي والصحي والبصري والسمعي...
هذا كله يجعل من هذا الكتاب مختلف بالمضمون وبالأسلوب والإخراج عن الولد المختلف كما ويجعل منه مرجع غني وشامل ومبسط يرده الباحث والمتخصص والطالب والمطلع، ونهر يغرف منه الآباء والأمهات والتربويون وكل راغب في التعامل السليم مع ذوي الحاجات الخاصة, وذلك لأنه بجمع بين الدقة والسهولة، ويضم الجوانب العلمية والخبرات العملية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المرجع هو من تأليف متخصصة متميزة أكاديمياً خبيرة تربوياًَ، عايشت ذوي الحاجات الخاصة سنوات، فقدمت صفوة عملها ومعايشتها صفحات نيّرات... إقرأ المزيد