تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:كان للأمير حسين بن فخر الدين بن قرقماش المعني المعروف بابن معن مكانته الرفيعة عند سلاطين بني عثمان، حيث أنه أثبت كفاءة في مجال الإدارة السياسية والشخصية نادرة أتاحت له التقدم في مراتب الإدارة العثمانية. هذا وإن أهمية الأمير حسين بن فخر الدين لم تكن فقط في المناصب التي ...أسندت إليه، بل بمكانته العلمية الكبيرة وفي المعلومات التاريخية التي أخذها ورواها عنه مشافهة المؤرخ نعيمة، وما يزيد في أهميته الأثر القيم الذي خلفه (للمسلمين بصورة خاصة) وللمكتبة العربية (بصورة عامة) من بعده ألا وهو كتاب التمييز. وموضوع هذا الكتاب هو أدب التصوف السني بشكل عام، فالمواضيع التي تمّ تناولها تهمّ جميع المسلمين، على الرغم منت ناولها في كتب تصرف سابقة، لكن ما يميز الكتاب، الذي نقلب صفحاته، هو الوضوح والسهولة في المعالجة وسرعة فهمه وتمثله من قبل القارئ أو السامع، فلا نجد ذلك الإيغال المتعمد المعتمد على الفلسفة والغيبيات التي لجأ إليها بعض من المتصوفة الذين أخرجهم عند حد الاعتدال. علماً أن ابن معن قد رجع إلى كثير مما قالوه. وهذا الوضوح يعود إلى اعتماد المؤلف بشكل أساسي على القرآن الكريم والسنة الشريفة، والتزامه بمنهج السلف الصالح في هذا المجال، إلى جانب ثقافته الموسوعية في التفسير والحديث والفقه والفلسفة والأدب والشعر والطب وأقوال الرسل والأنبياء كموسى، وسليمان وعيسى عليهم السلام. وحكماء العرب والمسلمين والفرس واليونان. وما يلفت الانتباه في هذا المجال كثرة الاقتباس من أقوال الإمام علي بن أبي طالب وبنيه رضي الله عنهم.
وكان نقله عن هذه المصادر يتسم بالتوازن والاعتدال ويدل على عقلية ناضجة علمية وآخذة بمنهج واضح. كان ابن معن يريد أن يصل بقارئ كتابه إلى أن التصوف أخلاق وسلوك وتربية نفسية، وقد صاغ كل ذلك بشكل بسيط وواضح منذ شروعه بكتابه على النحو الآتي: "العاقل فطن متغافل، يحسن أمر دينه ودنياه، شكر الله على نعمائه وصبر على بلائه، وأخلص في أعماله وصدق في أقواله، والتجأ إلى الله في أحواله، أظهر عفافه، وأغناه كفافه، تودد إلى الناس وغض عن البأس، قبل النصيحة وخشي الفضيحة، واستعمل الرفق في أموره، مستصحباً القناعة مستقبحاً الإضاعة، ملازماً للسنة والجماعة، قبل الأمر بالسمع والطاعة، إن عاش فعلى السنة، وإن مات فإلى الجنة. هذا حال الكيس الرئيس صاحب العقل النفيس".
وعند كتاب التمييز وأهميته، يورد المرادي العنوان الكامل له عند مدحه لمكانة ابن معن العلمية بقوله: "وكان بالمعارف ممن يشار له بالبنان لنظر الملوك عليه ولتربيته في ظلالهم، وانتشائه من زلالهم... ومعرفة القوانين ومحاورة الأكابر والعلماء... حتى انه ألف كتاباً سماه التمييز في المحاضرات والأدبيات، يدل على فضله ونبله.."، أما عن السبب والغاية من وضع كتاب التمييز كما وضحه المؤلف "عبرة لمعتبر، وتذكرة لمدًّكر، تهذيباً للطباع، وترغيباً في الانتفاع". إقرأ المزيد