تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: معهد المعارف الحكمية، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لم تعد الأخلاق مجرد توصيات ومواعظ وآداب وأحكام، بل هي نظام معرفي يمتد إلى العلم والفلسفة ونظام القيم. فقد اقتحم الباحث الأخلاقي معظم الميادين، وبات مشروعاً يسائل ويخضع للسؤال من قبل المفكر والفيلسوف، حتى بلغ الجدل فيه أوجه من الاحتدام، بحيث تنوعت وجهات النظر في القضايا الأخلاقية إلى حد ...التباين والافتراق، وانتظمت هذه التوجهات المتعددة في مذاهب ومدارس وكيانات أخلاقية كبرى.
وبهذا بات البحث الأخلاقي المنظور إليه في النطاق الفلسفي، يترصد مجموعة من التساؤلات والهموم، وذلك بهدف إيجاد تصورات دقيقة لمفاهيم من قبيل: "الخير" و"الواجب" و"الحسن".. وتحديد مجالات وموارد استعمال هذه المفاهيم. كما يسعى إلى تسليط الضوء على طبيعة وماهية القضايا الأخلاقية، والإفصاح عن واقعيتها أو صوريتها أو غير ذلك.
وهذا يفضي إلى البحث عن المنهج والمنطق الذي يخضع له القضايا الأخلاقية، والبحث عن المعيار التقويمي للأحكام الخلقية، وتحديد الموقف الأخلاقي منها كما يطال البحث الأخلاقي تحديد الأهداف والغايات الأخلاقية، وثبات الأخلاق ونسبيتها، وطبيعة العلاقة بين الوجود الأخلاقي. وإذا عطفنا النظر عن الوجهة الداخلية لفلسفة الأخلاق، وتعقبناها في علاقاتها وارتباطاتها ومداليلها ومفاعيلها على الإنسان والرؤية الفلسفية الخاصة به، نجد ركاماً التساؤلات المطروحة التي تسربت إلى البحث الأخلاقي من خلال تأثره بالنظم الثقافية المتداولة:
-هل تبتني الأخلاق على أساس عقلاني، أم أنها تتأسس من خلال الوحي؟
-ما الذي يدعو الفلاسفة الغربيين عموماً إلى تبني مقولة: الفصل بين الدين والأخلاق؟ وهل يكمن الإبداع والإثراء في بحثهم الخلقي في هذا الفصل بحيث إنه ما كان ليبلغ هذا الزخم لولا القيام بعملية الفصل هذه؟
-لماذا يصر الفلاسفة الإسلاميون على تمتين أواصر القربي بين الدين والأخلاق؟
-هل ثمة فلسفة أخلاق إسلامية، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد إسقاطات ناتجة عن التمازج بين ما هو يوناني قديماً، وما هو حداثوي حديثاً؟
كان الإسلاميون قد بذلوا جهداً موفوراً في استخراج الأس والمعايير التي يبتنى عليها السلوك الأخلاقي في القرآن الكريم، وقارنوا ذلك بالنظريات والرؤى الغربية، ومن ثم مارسوا النقد، وأبدوا الوجهة الإسلامية المستقاة من القرآن الكريم، إذاً برهنوا على أهمية البحث الأخلاقي الفلسفي وضرورته، نظراً لما يحظى لبه هذا البحث من تنظير يطال صميم الوجود الإنساني من حيث السلوك والفكر، وسبل تحقيق الإنسانية في الإنسان.
هذا ويتطرق هذا العدد وهو السابع من مجلة "المحجة" إلى وقائع الندوة الدولية التي أقامها معهد الدراسات الإسلامية للمعارف الحكمية، والتي حملت عنوان: "حواريات الروح والدين عند "هنري كوربان" عبر عرض الأوراق البحثية الأساسية، والتي ألقاها كل من الدكتور "بولس الخوري" الإمام والمسيح، والدكتور "بيار لوري" الخيمياء الروحانية، وأخيراً فلسفة التشيع للدكتور "غلام رضا أعواني". إقرأ المزيد