مكاشفة القلوب المقرب إلى علام الغيوب
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
نبذة نيل وفرات:قال الجنيد رحمه الله: التصوف ترك الاختيار. وسئل بعض المشايخ عن المحب فقال: قليل الخلطة كثير الخلوة، دائم الفكر، ظاهر الصمت، لا يبصر إذا نظر لا يسمع إذا نودي، ولا يفهم إذا كلم، ولا يحزن إذا أصيب بمصيبة، وإذا أصيب بجوع فلا يدري، ويعرى ولا يشعر، ويشتم ولا يخش، ...ينظر إلى الله تعالى في خلوته ويأنس به ويناجيه، ولا ينازع أهل الدنيا في دنياهم. وقال أحد الصوفية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيأتي زمان على أمتي يحبون خمساً وينسون خمساً، يحبون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبون المال وينسون الحساب، ويحبون الخلق وينسون الخالق، ويحبون الذنوب وينسون التوبة، ويحبون القصور وينسون المقبرة". وقال منصور بن عمار لشاب يعظه: يا شاب لا يغررك شبابك. فكم من شاب أخّر التوبة وأطال الأمل، ولم يذكر موته فقاله: إني أتوب غداً وبعد غد، فجاءه ملك الموت وهو غافل عن التوبة، فصار في جوف القبر لا ينفعه مال ولا عبد ولا ولد ولا أب ولا أم... اللهم ارزقنا التوبة قبل الموت، ونبهنا عند الغفلة، وانفعنا بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وصفة المؤمن أن يتوب من يومه وساعته، ويندم على ما فعله من ذنوبه ويرضى بالقوت من الدنيا، ولا يشتغل بالدنيا بل يشتغل بعمل الآخرة، ويعبد الله تعالى بإخلاص.
بمثل هذه الاستشفافات يمضي الإمام الغزالي في مكاشفته للقلوب التي هي مقربّه إلى علاّم الغيوب من أهل الزهد والتصوف. ومن أهل الورع والتقوى وذلك بغاية ترقيق القلوب الغارقة في حبّ الدنيا، وتغذية الأرواح الظامئة إلى حبّ الخالق، لتصفو النفس، وتطمئن، وتسعى إلى ما يقيم التوازن الجسدي قبل فوات الأوان.
والكتاب الذي بين يدي القارئ هو مختصر لكتاب الإمام الغزالي "مكاشفة القلوب" الذي اختُصرت فيه أبواب الكتاب الأصل على مائة وأحد عشر باباً ليحفظ ما فيها أولو الفهم والألباب وليستطيع القارئ التزود منه بسهولة في كل الأوقات عوضاً عن مطول الكتاب الأصل الذي تكل الهمم عن العودة إليه. ولأهمية هذا الكتاب تمّ إخراجه بهذه الطبعة المحققة التي راعى فيها المحقق ضبط النصوص وتخريج الأحاديث والآيات الواردة فيها. إقرأ المزيد